قصة الاميرة الحدباء : الكاتبة المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الاميرة الحدباء المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

الاميرة الحدباء المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


كان ياما كان كانت هناك اميرة جميلة جدا ذات شعر طويل كالليل وعين سوداء واسعة الجمال عندما تنظر اليها تجد البراءة والعفة فيها ٠وفي يوم من الايام طلب الملك من الوزير ان يعد وليمة كبيرة للبلاط وتم لهم ذلك وقُدمت للملك والملكة لكي يتأكدوا من بداعة وقدرة طباخي القصر فوضعوها على المنضدة الخاصة بالملك وهنا ٠٠٠٠ بدأت الاميرة الاستعداد لحضور الوليمة لكن كان هناك شيء يمنعها الا وهو وجود الحدبة التي كانت تحملها في ظهرها فقد كانت تعيقها كثيرا اذ تجعلها تشعر بعدم المساواة مع باقي افراد البلاط وكان الملك والملكة يشعران بخجلها وكلما تحدثا بهذا الامر كانت تتهرب من الموضوع جاعلة من الامر اصعب تعقيدا لهما ٠ وفجاة جاءت صديقتها الاميرة بيل وقالت لها : ياسمين اليوم يوم جميل لان هناك الكثير من الناس متواجدون داخل البلاط من مختلف الشخصيات منهم الامراء والملوك وعامة الشعب لهذا علينا ان نرتدي اجمل مالدينا من الملابس كوننا نحن من دعاهم وهنا ٠٠٠٠! بدأت ياسمين بالبكاء لان الذي ازعجها هو العدد الكثير من الناس وخاصة الملوك والامراء لأنها توقعت ان يكونوا فقط عامة الناس وهي اعلى منهم طبعا لكن وجود الملوك والامراء جعلها تشعر بالحرج فكيف تستطيع ان تمر من خلالهم دون ان يستهزئوا بحدبتها البارزة 

وهنا٠٠٠٠٠! جاءت والدتها قائلة لها: يا ابنتي ارجوك الكثير من الناس ينتظرك فدعي الخجل وتوجهي لاختيار اجمل الملابس والاكسسوارات التي تناسب مكانتك كأميرة ٠ فنظرت الى والدتها قائلة وهذه يا امي وأشارت الى حدبتها فبكت الام وقالت الذي منحك اياها قادر على ان يبعدها عنك بأذن الله سكتت ياسمين مستسلمة للأمر لكن الام كانت تعلم ما في داخلها وهنا ٠٠٠٠! بدأت ياسمين الاستعداد لحضور الاحتفال والوليمة وارتدت اجمل الملابس بمساعدة وصيفاتها الثلاثة وعند الخروج قالت الوصيفة الوسطى يا مولاتي هل لي بطلب رجاءا ؟ قالت ياسمين : نعم وما الذي تريدينه مني يا بسمة ؟ قالت ارجو منك ان تتقبلي مني هذا واظهرت بيدها شيء يلمع كأنها قلادة فقالت ياسمين : ماهذا هل ارتدي أنا هذه القلادة وانا اميرة القصر كيف تجرأين على فعل هذا الامر ؟ نظرت بسمة اليها قائلة :يا مولاتي هذه ليست قلادة عادية انها مزيج من حجر رودوكروزيت ،حجر الأوبال ،حجر الفيروز وهذه الاحجار جميعها تجلب المحبة والقبول .

نظرت اليها الاميرة وقالت وهل انا احتاج الى مثل هذه الاحجار ؟ اغربي عن وجهي الان حالا لكن الوصيفة ركعت ونزلت الى قدمها قائلة يامولاتي انا خادمتك المطيعة ولن اجرأ على ازعاجك يوما ما اليس كذلك .ارجوك ان تنفذي رغبتي وللمرة الاولى ولن تندمي ابدا ٠ سحبت الاميرة ياسمين وصيفتها الى الاعلى وقالت لها: حسنا يا بسمة لكن هذه اول مرة اوافقك على فعلتك هذه ومرة اخرى لن اسكت ابدا بل سوف اعاقبك عقابا شديدا خارج القصر هل هذا واضح فقالت

بسمة : نعم ياسيدتي واضح وفعلا بدأت بأرتداء القلادة وسارت نحو مكان حضور الناس خائفة وقلقة من حدبتها وهنا وخلال سيرها لاحظت نظرات الاعجاب من الملوك والامراء ومن عامة الناس فقالت في نفسها: هل انا جميلة الى هذه الدرجة لكنها نست الاحجار التي حوتها قلادتها وبدأت تشعر بالفخر والاعتزاز ناسية ما كان يزعجها سابقا لكن الغرور عندما يصيب الانسان لن يجعله سعيدا ابدا اذ بدأ الكل يهمسون بصوت خافت انظروا انظروا الى حدبتها فوصل الهمس الى اذنيها وفجأة قالت للجميع : نعم انا حدباء وليس في الامر انتقاص مني انه بلاء من الله ومن يخلوا من بلاءات الله فليظهر الان ويذكر اسمه ٠ سكت الجميع واخفضوا رؤوسهم معلنين صدق قول الملكة وهنا قال الملك : هل نبدأ الحفلة الان 

وما ان بدأوا الحفلة حتى ظهر شاب طويل القامة جميل الشكل يرتدي ملابس عُرفت من اهل العامة قائلا للملك: يامولاي هل تسمح لي بالتحدث قبل ان تبداوا حفلتكم الفاخرة هذه ؟ قال الملك : تكلم ؟ قال الشاب : انا اسمي فيصل وقد سمعت كلام الاميرة ياسمين وكلي والحاضرون اعجابا بأسلوبها الرائع لكن انا من يحمل علاجا لها فأن وافقت يامولاي امنحها لها بشرط واحد ؟ قال الملك: وماهو ؟ قال الشاب ان تكون الاميرة زوجة لي ٠ نهض الجميع غضبا من كلام الشاب حاملين سيوفهم لقتله لكن صوت واحد منعهم الا وهو صوت الاميرة ياسمين اذ قالت : يا ابتي ان كان هذا الشاب يستطيع ان يشفيني فعلا فأنا اقبل به بعد إذنك يا مولاي .نظر الملك الى إبنته ثم الى الام فوجد نظرة ترجي من كلتيهما فقال: لو استطعت ان تعالج ابنتي سوف امنحك لقب الامير وايضا ازوجك اياها 

فرح الشاب وساد الحزن البلاط كون هذا الشاب من الرعية وان الاميرة لاينظر اليها الا امير مثلها فكيف بشاب من الرعية يتزوجها لكن الملك قرر ولن يستطيع احد ما ان يمنع قراره ابد . وهنا سال الملك الشاب وما هو دوائك قال الشاب: خذوا هذه العشبة وضعوها مع هذا الزيت في اناء وبعد شهر امسحوا الحدبة بها ولن يمر شهر الا والحدبة قد اختفت ٠ قال الملك وان لم تختفي ماذا نفعل بك ؟ قال انا موجود هنا ورقبتي تحت امرك يامولاي .قال الملك حسنا حسنا اجلب هذه العشبة والزيت فأشارت الملكة بصوت خافت الى وصيفتها قائلة لها: خذي هذه العشبة وضعيها داخل هذا الزيت في مكان امن ٠ونفذت الوصيفة كلام الملكة وبعد فترة بدات وصيفة الملكة بمسح ظهر الاميرة ويوما بعد يوم بدأت اثار اختفاء تظهر على ظهر الاميرة وهنا بدأ الهرج يدب في القصر فرحا بزوال حدبة الاميرة ياسمين وكان على الملك ان ينفذ وعده للشاب فقالت الملكة للملك : عليك ان تغير مكانة هذا الشاب اذ يجب ان تحوله من شاب عادي الى امير قبل ان تزوجه ابنتك ياسمين

فوافق الملك على هذا الاقتراح وطلب من الوزير ان يدعو نفس الجمهور الذي دعاهم في المرة السابقة الى حفلة جديدة ليبلغهم بخبر تتويج الامير فيصل وفعلا ذاع الخبر بارجاء القصر وخارجه وتجمع الجمهور من ملوك وامراء ورعية داخل القصر وهنا بدأ الملك يلقي كلمته على الناس وقال : لقد جمعتكم اليوم لأنني اود ان اخبركم بأن الاميرة ياسمين قد زال منها مرضها والحمد لله ولم يستطع امهر الاطباء علاجها منه لكن الله اراد لها الخير عندما ارسل لها هذا الشاب واشار الى فيصل وقال: استطاع هذا الشاب ان يفعل مالم يستطع ان يفعله امهر العلماء والاطباء في البلاط لذا وتكريما له على فعلته هذه سوف يمنح لقب امير بلاط الصيف منذ الان وهنا انحنى فيصل بأتجاه الملك معلنا دعمه واسناده له فبدأت الافراح تعم القصر لكن فيصل قال مرة اخرى: يامولاي هلا سمحت لي من فضلك ؟

قال الملك: تفضل يا فيصل٠ قال فيصل لقد جئت في الحفلة السابقة والكل كان موجودا والان ارى نفس الوجوه حاضرة والكل تعلم انني الشاب الذي عالج ابنتك ومولاتي ياسمين اليس كذلك ٠قال الجميع نعم هذا صحيح. قال فيصل : لكن الذي لاتعلمه يامولاي انني ابن الملك شاهان وهو ملك البحور السبعة وكنت ارفض الزواج من اي اميرة يختارها لي والدي وقد سمعت بجمال ابنتك ونبلها واخلاقها فذكرتها لوالدي لكن والدي كان يعلم ان لدى ابنتك حدبة تعيق قبولها للزواج لهذا طلب مني الملك ان اجلب هذه العشبة والزيت واعالج بها مولاتي لكن والدتي طرحت عليه ان ارتدي زي الرعاة ليس تقليلا من شأنهم لكنها ارادت ان تتأكد من قدرتي على اقناع جلالتكم بالزواج من مولاتي حتى وان كنت فقيرا ولست من البلاط الملكي

نظر الجميع اليه بأستغراب وقال الملك له : هل ماتقوله حقيقي ايها الشاب ؟ وهنا ٠٠٠٠٠ اظهر فيصل خاتم الملك الذي لايمنحه الا لولده كما كان معروفا عند جميع الملوك فوقف الملك وبدأ يسير بأتجاه الامير وهنا٠٠٠! حضنه بقوة عبرت عن امتنانه له لصدقه ولاسلوبه الجميل في رفع شأن من يريدها عروسا له وقال الملك: هيا لنبدأ الاحتفال وادعوا ملك البحور السبعة وحاشيته للانضمام الى حفلنا هذا الذي سيقام ثلاثة شهور احتفالا بأميرتنا واميرنا العزيزين. 

اما ياسمين فقد تعجبت من الحدث كله وبينما هي تخلع الاكسسوارات لاحظت القلادة التي منحتها لها وصيفتها فطلبت بأحضارها وقالت لها: يابسمة ان شيئا غريبا قد حدث ولم يحدث مثله من قبل وانت تعلمين ما الذي حدث فهلا توضحي لي مايحدث وبسرعة ؟ قالت الوصيفة بسمة: يامولاتي انا من بلاط البحور السبعة وكنت ابحث للملكة عن احجار تعرف انها تجلب السعادة لها ولعرشها وفي مرة وجدت هذه الاحجار فجمعتها ووصنعت قلادة تشبه التي منحتك اياها الى الملكة فسرت كثيرا وقالت لي ان اصنع واحدة لي ففعلت وما ان رايتك تبكين حزينة مهمومة حتى فضلتك على نفسي لأنني اعلم مقدار حبي لك وحبك لي وتمنيت ان يحدث لك ما هو غريب وعجيب يبهرك ويحول حزنك فرحا وها قد تحقق لك ذلك يا مولاتي والحمد لله . بكت الاميرة وقالت لوصيفتها انتِ اسعدتني كثيرا فهلا تقبلين ان تكوني وصيفتي الاولى في بلاطي الجديد ؟ فرحت الوصيفة بسمة وبدأت تحضر نفسها لمنصب جديد ببلاطٍ جديد.

معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات