قصة كتاب رقم ١١×١١ الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة كتاب رقم ١١×١١ المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة كتاب رقم ١١×١١ قصة جميلة المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


تبدأ قصتي عند ذهابي الى مول المنصور مع صديقاتي الثلاثة٠ انا تغريد طالبة رابع عام عمري ١٦ سنة جميلة جدا ذات شخصية قوية مؤثرة على الغير بشكل لا يوصف حسب راي من يتعامل معي لأني استخدم أسلوب مختلف كليا عن من يشبهني من الفتيات اللواتي يقاربنني في السن او نفس عمري٠ اعود الى يوم ذهابي الى مول المنصور مع صديقاتي المقربات لي ٠ سحر ، سرى ، سوزان وانا اخرهم طبعا٠جلسنا في احد مطاعم المول نتناقش في كل شيء سواء الدروس او الملابس وغيرها لكن اكثر المواضيع جذبا لي هي مواضيع تخص أفلام الرعب التي يتهرب منها الا صاحب القلب القوي وبلغتنا ( الميت قلبه) وهذه المرادفة تقال للشخص الجلد الذي لا يهاب قلبه لاي شيء وفجأة قال النادل: مرحبا سيداتي هل ترغبون بشيء محدد ؟ 

قالت سوزان: ارنا قائمة الطعام من فضلك٠حسنا سيدتي ٠هذا ما أجاب به النادل ٠وفعلا تم جلب القائمة وقمنا باختيار أصناف نفضلها وتناسب اعمارنا ٠

وهنا قالت سحر: هل تعلمون شيء ما ؟ قلنا ما هو ياترى! لقد زرت ابنة خالتي في الكلية وهي اكبر سنا مني طبعا ووبعد الحديث والسمر في الليل طلبت مني ان اقرأ كتاب اشترته حديثا اسمه كتاب رقم ١١×١١ وكان رائعا جدا ووميزا بمضمونه وعباراته وفكرته ٠ قلت ومافكرته ؟ قالت سحر : الافضل ان تبحثي عنه وتطلعي على مافيه ٠حسنا حسنا اجبت٠قالت سرى دعونا نتجول في المول لناخذ نظرة عن اسعار الملابس والبضائع الاخرى ٠

وفعلا بعد الانتهاء من تناول الغداء وقفنا جميعا للخروج للتوجه نحو الكاشير لكن فجأة! ظهر شخص طويل القامة اسود البشرة  وقال للكاشير: خدمتكم سيئة جدا ولم اتمتع باي طعم تناولته وهذه اول مرة ادخل مطعم فاشل كهذا ٠نظر الجميع الى الكاشير منتظرين غضبه عن هذا التصرف الغير لائق من رجل يقال عنه كبير وعاقل٠ لكن الكاشير قال: نعتذر ياسيدي اذ لم يكن مطعمنا على مرامك ونرجو ان تذكر لنا السلبيات التي شاهدتها وعكست هذه الفكرة السيئة عن مطعمنا٠ نظر الرجل الى الكاشير لكن عبارات الكاشير جعلته لايستطيع ذكر اي حالة سيئة في المطعم ثم توجه الرجل الى الباب لكن! عند خروجه عاد مسرعا وقال: اعتذر لكني في ظرف صعب وانعكس هذا على كلامي تجاه مطعمكم الرائع والاخلاق الرائعة التي يتحلون بها من يعمل بهذا المكان ٠اعتذر مرة اخرى ٠

خرج الرجل قبل ان يسمع كلام الكاشير ٠ وظل هذا الحدث يدور في راسي ٠لو اني تعرضت الى نفس الموقف ٠ترى ماستكون رده فعلي ! خرجنا جميعا والمنظر لايفارق انظارنا وردة فعل الطرفين من الحدث٠ وعند سيرنا وجدنا مكتبة  صغيرة ٠قلت لهم : دعونا ندخل المكتبة علنا نجد هذا الكتاب الذي ذكرته سحر ٠ودخلنا ووجدنا مختلف انواع الكتب ٠مقسمه الى رفوف تشمل قصص الاطفال والكبار وتحوي انواع مختلفة من المواضيع : القتل والجرائم، والخيال ٠٠٠ الخ ٠وهنا رايت صاحب المكتبة وبعد السلام قلت له : عذرا هل مكتبتك تحوي كتاب اسمه ١١×١١  ! قال صاحب المكتبة: لقد نفذ لان اخر طبعة قد بيعت قبل نصف ساعة ٠ قلنا جميعا : لا بصوت قد جعلت جميع من في المكتبة ينظرون الينا باستغراب شديد ٠ وفجأة ! ظهر شاب في مقتبل العمر وقال : لدي هذا الكتاب في مكتبتي ٠فاذا اردتم الحصول عليه هذا عنواني واخرج من جيبه كارت يحمل رقم الهاتف وعنوان مكتبته ٠ نظرت سحر والسؤال في عينيها لكنه فاجأنا بالاجابة السريعة ! انا ايضا ابحث عن كتب متنوعة تفيدني لان الكثير يطلبها مني كوني صاحب مكتبة ٠

قلت: لكن هذه مكتبة صغيرة وليست بالمطلوب كما اظن٠ضحك الشاب وقال : ان صاحب هذه المكتبه لديه قدرة على توفير ماتريديه في مدة قليلة يعجز الباقين عن تحقيقه لك٠ سكت وسكت الجميع ثم شكرته وقلت له سوف نلتقي ان شاء الله في القريب العاجل ٠وهكذا قررنا الذهاب اليه عندما تسمح لنا ظروفنا بذلك ٠ وبدأنا بالتجوال في المكتبة واخذنا بعض الكتب المفيدة اما سوزان فكانت تفضل كتب الجرائم دائما وفعلا كانت حقيبتها تحويه٠ خرجنا وعدنا الى البيت لكننا جميعا كنا مبهورين بهذه الامسية الرائعة٠ وفي الليل رن الهاتف !نعم ٠تفضل: قالت سوزان : تغريد تغريد انا سوزان  ؟ سوزان مابك ! هل حدث شيء ما؟ سوزان: نعم لقد قتلت سحر ! ماذا ماذا! وظل الهاتف مفتوح لانني فقدت الوعي ٠ولم اعلم ماحدث لي٠الا بعد ساعات ٠تغريد تغريد ٠ماذا حدث ياابنتي! كانت عيني تنظر الى  ارجاء الغرفة  ٠ثم نظرت الى الذي يجلس بقربي فوجدتها امي ولم اشعر غير ان اكتافي تبحث عن اكتافها وارتميت بحضنها باكية قائلة: لقد قتلت سحر ياامي٠ 

امي : ماذا ! كيف حدث هذا! قلت لا اعلم اتصلت سوزان بي وذكرت ذلك الخبر اللعين ٠ وماذا ستفعلين ياتغريد؟ لااعلم ياامي انها صديقتي المقربة وانت تعلمين ذلك جيدا٠ امي :اكيد الشرطة تملأ البيت الان والتحقيق جاري لمعرفة اسباب القتل٠ارجوك لاتذهبي ياعزيزتي ارجوك ٠اخاف عليك كثيرا٠ امي هذه سحر !وانت تعلمين مقدار حبي لها ٠سكتت امي ثم قالت : حسنا دعي الامر الان الى ان تستردي صحتك ولكل حادث حديث٠ وفي الصباح حاولت النهوض لكن اقدامي لم تساعدني فقلت ان هذا ناتج من صدمتي لخبر قتل سحر ٠وقررت النهوض لكني سقطت على الارض٠ فسمع من في الغرفة المجاورة لغرفتي سقوطي ٠فركض الجميع لمعرفة ماحدث لي ٠وفجأة فتحت الباب فاذا به ابي ٠نظر الي نظرة حب وحنان وقال لي : ماذا بك ياحبيبتي؟

قلت: لااعلم ياابي حاولت القيام لكني سقطت ارضا ٠ تقدم ابي نحوي  وحملني الى كرسي قريب مني ووضعني عليه وبدأ يفحص رجلي فهو طبيب مفاصل وفجأة ! نظر الي وقال: بماذا تشعرين ياوردتي الجميلة؟ قلت قدمي لااشعر بها ٠هز راسه ونادا امي قائلا :سلمى،سلمى:لكنها لم تجب لانها كما تعودنا تذهب الى الفرن لتجلب لنا الخبز الحار كل يوم في مثل هذا الوقت٠ قال سعد: وهو اخي الاكبر وجاء في نفس الوقت مع ابي٠انها في الخارج ياابي٠ قال ابي حسنا ٠اين هاتفي ؟ وبدأ بالاتصال وفجأة وجدت امي ووجهها اصفر تركض مسرعة نحوي٠لقد تحدث لها ابي عما حدث لي ٠قالت :ماالذي حدث يا صالح ! قلت تعالي معي ياسلمى ٠ وذهبا الى غرفتهما معا وفجأة!  سمعت صراخ وبكاء امي الشديدين٠ترى مالذي حدث؟ وماالذي ذكره لها ابي وحدث لها ماحدث؟

لقد اخبر والدي والدتي بأن الصدمة تركت اثارها على قدمي واصبحت لا استطيع السير وان هذا العارض وقتي لانه نفسي وعند زوال السبب اعود كما كنت٠ وبدأت التحضير للدخول الى المستشفى وفعلا تم تحضير حقيبتي للدخول اليها وعند الانتهاء طلب والدي مني بالاستعداد للذهاب لكني رفضت رفضا قاطعا لكن اصرار والدي على الامر جعلني استجيب له رغما عني ٠وعند وصولنا الى المستشفى بدات الاستعدادات لاخذ الاشعة الخاصة بقدمي لمعرفة الاجابة عن الف سؤال وسؤال في عقل والدي الطبيب وعند انتهاء الفحص تقدم الطبيب وقال لابي : باعتبارك جراح واختصاص بمجال المفاصل تعلم ان العامل النفسي له اثر كبير في تقدم المريض وفي انهياره لهذا علينا التوجه نحو هذا العامل٠ اتفق معك قالها ابي:لكن كيف وهي تريد الذهاب مع زميلاتها لتواسي والده سحر المقتولة٠ 

لكن الطبيب قال: نستطيع ان نعالج هذا الامر اتركه لي٠اما اهل سحر فكانوا يخوضون حربا شرسه ٠اولها الاشاعات وثانيها الضابط المسؤول عن التحقيق واسمه سالم، الذي من ينظر اليه يظن انه عامل وليس ضابط كون هندامه سيء جدا في حين المعروف عن الضباط الترتيب والاهتمام بانفسهم لكن سالم عكس هذا الامر ٠ لان سالم كان يظن ان الهندام غير مهم بقدر عقل الانسان وحكمته وخبرته بالحياة٠ وخلال التحقيق تقدم سالم نحو والده المجنى عليها (سحر) وقال : السلام عليكم البقاء لله وعذرا سوف يتم طرح بعض الاسئلة كي لايضيع حق ابنتكم المغدورة ٠ لكن هذه الكلمات بقدر ماتعبر عن الحق والعدل لم تجعل الضابط يشعر ان من يتحدث معهم هم اهل المجنى عليها وخصوصا امها ٠نزلت دموع الام كانها شلالات ماء لكن على خد صفعته الدنيا اكبر صفعة وهي قتل ابنتها ٠ انتبه سالم الى دموع الام وقال : نحن هنا لاظهار الحق وانصاف المظلوم٠ 

سؤال؟هل كانت لابنتك اعداء! الام كلا كلا هي فتاة مهذبة جدا لاتنطق بشيء سيء وتذهب في طريقها وتعود منه لاتصاحب سوى صديقاتها الثلاثة ونحن على علم باخلاقهن مثل ابنتي ٠ نعم نعم، اجاب سالم: هل شعرت بان تصرفات سحر في الفترة الاخيرة غريبة ؟ كلا نفس ماعهدتها ٠هل استطيع رؤية غرفتها؟ نعم ،تفضل٠ دخل سالم الى الغرفة فوجدها تعبر عن فتاة جميلة صاحبة ذوق عال في اختيار الالوان والاثاث ٠ولها بريق في ترتيب الاثاث على الطريقة الحديثة لكنها لم تترك اصالتها بماضيها العريق٠ هل استطيع البحث في دولابها ؟ تفضل ٠وبعد البحث لم يجد مايشفي صدره للاسئلة المطروحة لامها ولعقله٠ وفجأة! وجد قطعة من القماش مكتوب عليها حرف A اخذها بدون ان تشعر والدتها بشيء لكنه طلب من الجميع تدوين افادتهم على الاسئلة المطروحة في المحظر وبدأ البحث عن صاحب هذا الحرف او صاحبة هذا الحرف ٠وخلال التحريات وجد سالم بأن لسحر صديقة اسمها اسراء وهي تبدا بحرف ال A لكنها تركتها وكذلك عمها يحمل اسم ابراهيم وهو يحمل نفس الحرف٠ ومن هنا بدأ البحث ٠ اما اسراء فقد كانت الصديقة المقربة لسحر لكن عند سؤال صديقات سحر (سوزان-سرى) تفاجأوا بهذا الخبر ٠

قال سالم لسوزان : لماذا هذا العجب؟ اجابت: ان سحر تكره الانسان الذي يتحدث عنها لاي شخص غريب واسراء كانت تتحدث عنها امام الاغراب ٠لهذا قطعت علاقتها بها٠ومالذي تخفيه سحر حتى لايعلمه ولاترغب ان يعلمه احد غيركم؟ لاشيء لكن لكل شيء حدود وخصوصية ٠ نظر سالم الى سوزان نظرة اعجاب جعلتها تخجل وتنظر الى اسفل الارض ٠شكرها وطلب منها ان تنادي على صديقتها سرى ٠ ومثلما ذكرت سوزان ذكرت سرى لكن اضافت بأن سحر كانت تقول عن اسراء انها ثرثارة جدا وانها اكتشفت بان اسراء كانت تعرف شخص اسمه ابراهيم وكانت تنقل له كل حركات سحر ٠ وقف سالم بسرعة شديدة وقال: ماذا ماذا ؟ ابراهيم وهل تعرفين من هو ؟ كلا ياسيدي ٠لكن سالم خطر على باله عم سحر فهو يحمل نفس الاسم ٠شكرها وطلب منها الخروج ٠وبدأ البحث عن ابراهيم وفعلا تم القبض عليه وعند التحقيق تم الكشف عن عدم تورطه بالامر٠ ياترى من هو ابراهيم؟ 

هذا ماكان يتحدث به سالم مع نفسه وفجأة رن الهاتف ! نعم الضابط سالم٠ مرحبا سيدي انا اخ سحر عدي ٠نعم اهلا وسهلا ٠هناك شيء يجب ان ابلغك عنه حالا ! ماهو ياترى! ليس في الهاتف ارجوك٠ تعال اذا اهلا وسهلا ٠ وبعد نصف ساعة جاء عدي ودخل الى الضابط وبعد ان اجلسه سالم بدأ يروي له ما قاله اخ اسراء له٠ لقد ذكر بان سحر جاءت الى بيتهم وعند دخولها ولقاءها باسراء وبعد فترة بدأ الصراخ يصدر من غرفة الاستقبال التي يجلسون فيها مما دفع امها الى التوجه ومعرفة سبب الصراخ فاكتشفت ان اسراء قد اعطت صورة سحر لاخو صديقتها كوثر وهذا ماجعلها تغضب وتصرخ وقد ايدت والدة اسراء كلام سحر بعد ان ضربتها على خدها بقوة وطلبت منها ان تعيد صورة سحر اليها مهما كلف الامر.

سالم وهل اخذتها فعلا؟ لا ايعلم ياسيدي ٠حسنا شكرا لك ٠وبدا البحث عن كوثر واخيها وفعلا تم العثور على كوثر وبعد الاستجواب تبين ان كوثر قد تنازعت معهما الاثنتان وانذرتهما بالابتعاد عنها وعدم ازعاجها او ازعاج اخوها٠ لكن سحر استمرت في مطاردتها حتى تعيد صورتها لكن كوثر قررت ان تلقنها درسا كبيرا لن تنساه فاتفقت مع اخيها بان تنشر صورتها وهي تجلس مع اخيها وارسلتها بالهاتف الى سحر مهدده اذ لم تجلبي لي مبلغ كبير سوف ارسل هذه الهدية لوالدتك المصون ٠مما دفع بسحر ان تطلب من اسراء العون لكن اسراء رفضت فقررت سحر اخذ حقها بنفسها لكن القدر تكالب عليها لان اخ كوثر كان شاب مستهتر لايعرف الاخلاق وعند معرفته بهذا الامر  بدأ يستغل سحر واتفقت معه ان تجلب له المال لكن بشرط ان يجلب جميع الصور الخاصة بها ٠ وهذا ما اكده لها لكنه وجد صندوقا من المال كيف يفرط به وعند اكتشاف سحر لنيته قررت ابلاغ الشرطة فحدثت مشاجرة بينهما ادت الى توجه ابراهيم وهو شقيق كوثر نحو عمود حديد وضرب به سحر حتى لايكشف امره لكن الذي كشف هذا الامر قطعة قماش كانت تخص عمها وبعد البحث كانت سبب في الوصول الى الحقيقة ٠اما انا فقد عدت الى وضعي الطبيعي والحمد لله لكن ماصاب سحر كان درسا لنا جميعا بان لا نصاحب كائن من يكون ولا نؤمن باي شخص مباشرة ابدا حتى وان كان اقرب الناس لنا ٠
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات