قصة شهادة وندم الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة شهادة وندم الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة شهادة وندم الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


انا فتاة في عمر العشرين عام جميلة نوعا ما لكن صفتي الوحيدة التي أكرهها ولا أستطيع تركها هي العناد بكل موضوع يطرح يختلف عما ارغب في يوم من الايام وانا اسير في طريقي للجامعة توجهت الى طريق مختصر لكي أصل الى جامعتي قبل الاخرين سرت وانا اقرأ ايات الحفظ لاني كنت اعلم فائدتها لي وانا في حالي هذا وفجاة ظهر لي شبح غريب لكن ملامحه غير واضحة بدأت بالركض السريع حتى أني شعرت ان دقات قلبي اصبحت بيدي وتحت قدمي من الخوف والهلع لكن بقيت اذكر الله بصوت عالي ليطمئن قلبي اذ ان امي كانت تقول لي دائما (( الا بذكر الله تطمئن القلوب )) وصلت الى المكان المطلوب لكن خطواتي كانت كانها سهم نفذ الى هدفه فلم اشعر بهذا الشعور الغريب؟ 

ترى ماهذا الشيء المخيف هل هو خيال شخص ام جن كما كانت تذكر لي جدتي عندما تسرد لي القصص وكنت اقول لها انها قصص غير واقعية انت ياجدتي تنزعجين من مشاكستي وعدم الاصغاء لك فتذكرين لي هذه القصص حتى تشعريني بالاحتياج اليك لن تخيفيني ابدا لقد كبرت ولن اكون تلك الطفلة ذات الظفائر الطويلة التي يخيفها ويرعبها اي شيء. وبعد هذا الحوار الداخلي قلت لنفسي اسكتي وانتبهي لمحاضراتك لكي لا تخسري مستقبلك الذي تحاربين من اجله وهنا بدا الاستاذ بشرح مادته وانا اصغي لكل كلمة ينطقها وادونها في دفتري وفجأة؟ ... 

ما هذا من الذي يحرك حقيبتي ! نظرت الى خلفي لم أجد أحد ونظرت الى الجانب الايمن لم أجد شي لكن وفجأة عندما نظرت الى الجانب الايسر للقاعة وجدت شيئا يخرج براسه من مكان متروك يحوي اغراض شعرت بانها قديمة لكن من هو؟ وما علاقته بحقيبتي؟ وكيف وصل الى القاعة ولم اراه ولم يره اي شخص آخر. كل هذه الاسئلة توقفت عندما نطق باسمي استاذ المادة اسماء اسماء ما بك لماذا لا تجيبين الم اذكر اسمك؟ نظرت اليه ووجهي فيه ملايين الاسئلة عن هذا الشيء الغريب لكن ماذا اقول ثم جاءت لحظة الاجابة فقلت له عذرا استاذ لقد دونت ملاحظاتك وطرأ في بالي ان اسالك استاذي عن معنى لم افهمه 

الاستاذ. ماهو سؤالك؟ السؤال هو هل الجن موجود فعلا ام مجرد كلام؟ وهل نستطيع رؤيته والتحدث معه؟ سكت الجميع لينتظروا اجابة الاستاذ فضحك وقال لهم هذا واجبكم غدا كل شخص سمع السؤال يجلب الجواب في ورقة مكتوب عليه اسمه واضح اجاب الجميع واضح استاذ وخرج الاستاذ وخرج الجميع بعده الا اسماء وصديقتها القريبة منها جدا وبدون ان تشعر اسماء احست بشيء دافيء على كتفها نظرت الى كتفها وجدت صديقتها وهي تضع يدها لانها شعرت بأن اسماء ليست كما عهدتها فقالت لها ماذا يحدث لك يا عزيزتي. نظرت اليها اسماء وقالت لها لو حدثتك بما رأيت هل تصدقينني فقالت لها صديقتها طبعا ما عهدت بك الا الصدق يا عزيزتي.

قالت لها اسماء : إذن اسمعي هذا الخبر لقد ظهر لي شيء غريب طويل واسود اثناء سيري في طريق الكنيسة القديمة. نظرت اليها صديقتها وعينها فيها ألف سؤال. لماذا لماذا في هذا الطريق الم يذكر لنا احمد زميلنا بانه قد سار خلفه شيء لم يستطع ان يميزه حتى انه سحبه الى مجرى حافة النهر لولا ظهور مجموعة اشخاص أنقذوا وغيروا الموقف الذي مر به نظرت اليها اسماء وقالت هل تعتقدين بوجودهم؟ صديقتها لا اعلم لكن القرآن خير دليل وقد ذكرهم في قصة النبي سليمان اليس هذا دليل كافي اسماء حسنا حسنا لقد تاخرنا دعينا نعود الى البيت فالطريق مزدحم اليوم. وما ان وصلت الى البيت توجهت مباشرة الى مكان الوضوء وتوضأت وبدات بالصلاة وهي تقرأ احست بأن شيء قد بدأ يسير بقربها بدأت بذكر الله كي لاتخاف وبعد الانتهاء شاهدت بان مكان القرآن قد تغير ليس كما وضعته اه اه هل اقول لامي ام اسكت هل ستصدقني ام تسخر مني.

بل سوف اقول لها حتى لو وبختني. وفي زاوية من زوايا المطبخ كانت الام تجلس حاملة صحنا فيه بعض الرز وفوقه بعض الدجاج. وبصوت هادئ قالت اسماء امي امي اين انت يا حبيبتي وغاليتي. نظرت اليها امها مستغربة من اسلوبها الجديد فلم تعهدها تنطق هذه الكلمات لأنها تعتبرها ضعف للمرأة اجابت الام نعم ياحبيبتي انني هنا ماذا تريدين جاءت اسماء وماان رأتها امها حتى قالت لها امها اسماء ماذا بك يا عزيزتي لماذا ارى في عينيك ألف سؤال وسؤال اجابت اسماء هلي ان اجلس ياامي واروي لك ماحدث لي فقالت الام بكل سرور يا عزيزتي. وبدات البنت بذكر ماحدث لها والام تصغي الى ابنتها وجميع حواسها معها اذنها دماغها قلبها كل شيء كل شيء. 

نظرت اليها امها قائلة: الم احذرك من السير بمفردك في هذا الطريق المخيف الم اقل لك عن الحوادث التي مر بها بعض الناس. اه يا اسماء لاتصغين لاحد الا لصوت واحد وهو صوت عقلك المتهور. لكن يا امي الام. اسكتي اسكتي إذا استمريت بهذا العناد سوف اخبر والدك وانت تعرفين ماذا يفعل بالتأكيد. اسماء. حسنا يا امي لن اكرر فعلتي هذه . الام وكيف لي ان اثق بك . وكيف لي ان لا اخاف عليك بعد الذي حدث من يقول انه جن قد يكون انس وهو اشد شرا من الجن يا ابنتي الم اقل لك ان قابیل قتل هابيل لان الغيرة سيطرت عليه اسماء ارجوك يا امي لا تجعليني اندم لأني قلت لك اذكري الله انت دائما تقولين ان الله الحافظ القاهر فوق عباده اليس كذلك. سكتت الام وانتهى الوقت بأن ذهبت اسماء الى غرفتها لتقرا وذهبت الام الى غرفتها لترمي افکارها بين سؤال واخر وانتهى بها الوضع بأن مرت فوق وجهها اشعة الشمس لقد حل يوم جديد اللهم اجعله يوم خير وبركة على ابنتي العزيزة وابعد عنها وعن بيتنا كل مكروه 

هكذا بدات الام يومها الجديد مملوء بخوف وقلق لكن لم ولن تنسى ذكر الله. وبعد تحضير الافطار توجهت الى غرفة زوجها وايقظته ثم توجهت الى غرفة اسماء طرقت الباب وفتحتها وإذا بها ........ قد تم بعثرة كل اغراضها على الارض واسماء غارقة في فراشها صرخت الام فنهضت اسماء فزعة وركض زوجها مسرعا الى غرفة ابنته قائلا: ماذا حدث ماذا حدث وعند وصوله وجد اسماء في حظن امها تصرخ والدموع تنهمر من عينيها

والفزع يصاحب امها وهي تحضنها وارض تناثرت فيها اغراض ابنته بهت قائلا: ما هذا ما الذي حدث أخبراني بكل شيء. جلست اسماء فاخبرته بماحدث فنظر اليها وقال: حسنا لن تكون هناك جامعة بعد الان. بكت اسماء وقالت كلا يا ابي ارجوك انها حياتي مستقبلي ارجوك يا ابي. الاب ماذا هل تريدين ان اخسرك كما خسرت أخاك الكبير. اسماء؟ اخي الكبير ؟ هل لي اخ وكيف لم اره وكيف لم تذكروه لي اجيبوا اجيبوا ماذا حدث له كيف تفعلون هذا بي . الاب سوف اقول لك سرا اخفيناه عنك انا وامك لكي لا يحدث لك كما حدث له لامرد من الامر لن اهرب من القدر ابدا . 

في مثل هذا اليوم ولد اخوك الكبير كان شابا جميلا قوي العضلات لم يكن يشعر بالحزن ابدا ولا بالخوف الا مرة واحدة الا في هذا اليوم الذي سار في هذا الطريق الملعون طريق الكنيسة القديمة. ولم نراه بعدها فقط سمعنا القصص والاقاويل عنه. اسماء ابي ارجوك تحدث ماذا حدث له؟ لقد قيل لنا بانـه قـد سـار في هذا الطريق وشاهد رجل اسود ذو هيئة مخيفة يقترب منه ممسكا بعصا غليظة وما ان اقترب منه اخوك حتى سحبه الى المجهول. اسماء وماهو المجهول؟ الاب انه طريق لا عودة فيه الى الحياة اذ تم سحبه الى الكنيسة التي عرفت بانها شؤم على كل شخص يجلس فيها لكثرة الحوادث التي وقعت بها 

اسماء اعطني حادثة واحدة يا ابي. الاب حسنا. في يوم ممطر كان القس يصلي للدعاء وفجاة ظهر صوت مبحوح يقول له كفى كفى لقد ازعجتني بصوتك هذا. نظر القس يمينا ويسارا ولم يجد احد في الكنيسة اخذ بالدعاء وقلبـه يـدق كدقات الساعة وفي الصباح تعود الناس القدوم الى الكنيسة والدعاء وما ان فتحوا باب الكنيسة حتى وجدوا دماءا في كل مكان ولم يجدوا القس في الكنيسة بل وجدوا كتابة تمت كتابتها بدم من يدعوا في هذه الكنيسة سوف يصيبه ما اصاب القس. 

ومن تلك اللحظة لم يسير او يذهب اي شخص في هذا الطريق الا اخوك ونجهل ماحدث له الا دليل واحد ساعته التي علقت في باب الكنيسة. سكت الجميع بعد ان اغرورقت عيون اسماء بدموع سببها موت وفقدان اخيها والسبب الثاني فقدان شهادتها التي اصبحت متاكدة بان والدها لم ولن يسمح لها بان يكون مصيرها كمصير اخوها وبقي طريق الكنيسة القديمة مجهولا الى الان

معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
تعليقات