مسرحية بر الام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

مسرحية بر الام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

مسرحية بر الام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


الشخصيات/ سلمى الام
محمد الاب 
حسن الابن
الطبيب وائل معالج سلمى من الحروق
اصدقاء حسن/  ظافر، مهند
صاحب المطعم/ عبد الرحمن
سحر عاملة في مطعم عبد الرحمن
طلاب الجامعة وهم زملاء لحسن بعد ان كبر واصبح طالب طب
مجموعة بنات القسم
نجاة وسهى طالبات مغرورات جدا 
........................
سلمى : محمد محمد استيقظ لقد حان وقت صلاة الفجر، لدينا الكثير من الاعمال والواجبات اليوم
محمد: حسنا حسنا لقد نهضت .ارجو منك ياسلمى تجهيز الحمام من فضلك.
سلمى : لقد تم منذ وقت طويل .
محمد : بارك الله بك .لولا وجودك لما استطعت العيش بمفردي 
سلمى: وانا كذلك لن استطيع العيش بعدك ياحبيبي ياقرة عيني وسندي بعد الله . محمد اتذكر عندما تقدمت لخطبتي وكنت أجهش بالبكاء لمجرد التفكير بمغادرة بيت ابي وامي . اما الان فلا استطيع العيش في هذه الدنيا بدونكما انت وابننا حسن.
محمد الحمد لله . ذكريات جميلة وما الحياة الا ذكريات مرة وحلوة ياعزيزتي.
سلمى: هذا صحيح.
محمد : لقد تكلمنا كثيراً وغفلنا عن الوقت ياسلمى ؟
سلمى : انها الرابعة والنصف .هيا اذهب الى الحمام حالاً.
محمد : حسناً حسناً . سلمى ،سلمى وهو يصرخ بصوت عالٍ وفجأة!
سلمى: محمد محمد مهرولة باتجاه الصوت مالذي حدث ؟ ارجوك أجبني ! وهنا بدأت بالصراخ سقط محمد على الارض تاركاً حياة لا يستحيف عليها ابداً
حسن: امي. امي . اين انت ياامي ؟  لماذا تبكين ياامي وماهذه الدماء التي تخرج من جبين ابي ؟ ارجوك اجيبي . 
سلمى : سحبت حسن الى صدرها باكية وقالت : لقد ترك لي والدك حمل ثقيل .
وتمر الايام وتبدأ سلمى بتحمل مسؤولية ابنها حسن 
سلمى لأبنها حسن : سوف اخرج الى المدينة للبحث عن عمل ينفعنا .
حسن: وهل انت قادرة على عمل ذلك ياامي؟
سلمى:  ليس لدينا الخيار يابني .
حسن: حسنا ياامي بالتوفيق لك هذه امنيتي لك يا غاليتي .
وبدأت سلمى بالبحث عن عمل تنتفع منه .
سلمى : السلام عليكم .كيف الحال يااخي ؟
عبد الرحمن: صاحب مطعم البركة: اهلا ياأختي . تفضلي .
سلمى: عذرا يااخي اني ابحث عن عمل لانتفع منه . هل تحتاج الى طباخة لأعداد الطعام لمطعمكم هذا .
عبد الرحمن : وهل تتقنين عمل وجبات لذيذة ؟
سلمى : استطيع ان اعد لك وجبات لم تتذوق مثلها ابداً
عبد الرحمن: حسناً لكنك ستكونين في اختبارٍ لمدة اسبوع ٍ .هل تقبلين بذلك 
سلمى: حسنا لك ماتريد . 
عبد الرحمن: الوقت من الساعة السادسة صباحاً الى الحادية عشر ليلاً .هل تستطيعين العمل الى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟
سلمى : من يرعى ولد يحتاج الى متطلبات الحياة يتحمل كل شيء من اجله .
عبد الرحمن: حسناً حسناً . متى تحبين البدء بالعمل.
سلمى : من الان ياسيدي.
عبد الرحمن : اذا توجهي نحو المطبخ .يا سحر  تعالي الى هنا وخذي سلمى الى مكان عملها.
سحر : حسناً ياسيدي .
سحر : اهلا بك في مطعمنا اتمنى لك التوفيق والراحة معنا . انا سحر ومن انت ؟
سلمى : انا سلمى ام حسن واتمنى التوفيق للجميع بأذن الله.
سحر: هذا هو المطبخ وهنا ادوات الطبخ .اتمنى ان نتناول طعاما ً لذيذاً اليوم ياعزيزتي.
سلمى : ان شاء الله .
وبدأت بالعمل وأبدعت به فعلا بحيث كل من تناول من طبخها ترك انطباعا ً دل على تميز الطباخ الذي طبخ الاكل.
عبد الرحمن:  لقد تفوقت على اكلاتي التي كنت متميزاً بها يا ام حسن . من الان انت الشيف سلمى الذي اتشرف به .
سلمى باكية: ماذا؟ لكنك قلت لي سابقاً إن هذا اختبار لي ولمدة اسبوع ياسيدي!
عبد الرحمن: لم اكن اعلم قدرتك ياسيدتي .
سلمى: شكرا لك ياسيدي.
ومرت الايام والاشهر وسلمى تبهر جميع الزبائن بأكلاتها الغريبة والعجيبة .وفجأة ...!
عبد الرحمن : ياام حسن  انتبهي يوجد خزان في الجانب الايسر من الطباخ نضع فيه الوقود لحاجتنا له .
سلمى : من الجيد ذكرك لي هذه الملاحظة .سأكون حذرة جدا ً ياسيدي .
سحر مسرعة نحو المطبخ والجميع خلفها قائلون: ماهذا الصوت ؟ ماالذي حدث ؟ وهنا دخل عبد الرحمن وسحر وباقي العاملين وماوجدوه كان صدمة لهم جميعاً.
سحر: ياالهي .سلمى .سلمى مالذي حدث لك ؟ 
سلمى والدماء تسيل من وجهها قائلة : وجهي وجهي مالذي حدث له .
ونقلت الى المستشفى 
وائل الى سلمى: ( حمد الله على السلامة)لقد كتب الله لك الحياة من جديد يااختي . ان وجهك تعرض لحرق من الدرجة الثانية ولهذا اصابتك لن اقول خفيفة بل افضل من الدرجة الثالثة. لكن علاجك يتطلب وقتا وفترة زمنية ليست بالقصيرة وصبراً على اجتياز الازمة .
سلمى : وماذا تقصد بالدرجة الثانية ايها الطبيب؟
وائل: اي ان الحروق شديدة لكنها ليست بخطورة حروق  الدرجة الثالثة. يصِل هذا الحرق إلى الطبقة الدُّهنية تحت الجلد. المناطق المحروقة قد تكون سَوداء، بُنيَّةً أو بيضاء. قد يبدو الجلد سميكًا. قد تُدمِّر حروق الدرجة الثالثة الأعصاب، مُسبِّبةً الخَدَر.
سلمى: في صمت دل على حزن شديد .ومتى استطيع الخروج دكتور ؟
وائل : بعد يومين بأذن الله .
سلمى: شكرا لك وعافاك الله . 
وائل: اتمنى لك التوفيق.
بعد يومين تخرج سلمى من المستشفى مصاحبة حسن ورغم خوف ابنها منها الا انه لم يرد ان يشعرها بشيء ما .
حسن: الحمد لله على سلامتك يااغلى من العين.
سلمى: نظرة انكسار .شكرا لك ياقطعة من قلبي .كيف جرت الامور خلال غيابي.
حسن: الحمد لله ياامي .لقد استطعت ان ادرس بمفردي واحصل على المركز الاول والحمد لله.
سلمى بفرح ولهفة : الحمد الله الذي قر عيني بك بعد الهم والحزن.
حسن: امي .اعلم مقدار المك لكن ثقي وظني بالله الظن الحسن .
سلمى : ومن ذكر غير ذلك يابني .رحمة العزيز اقوى من كل ما امر به ولم اتكل على غيره سبحانه وتعالى .والايام دول يوم لك ويوم عليك .
حسن: حسنا ياامي سوف ادعك للراحة قليلا .
سلمى : شكر لك يابني . واثناء وضع راسها على مخدتها جاءت افكار كثيرة جعلت النوم يفارقها .
وفي الصباح الباكر بدات بالذهاب الى المطعم الذي كانت تعمل فيه .
سلمى: مرحبا ياسيدي .
عبد الرحمن : مرحبا ً ياسيدتي .ام حسن اعتذر لك .لكن وجودك الان اصبح صعبا ً جداً وهذا باب رزقي وانت تعلمين ذلك .
سلمى : حسناً حسناً لك الحق ياسيدي .كل الحق.
ومن هنا بدات بالبحث عن عمل جديد عسى  ان يعوضها الله عما حدث لها
حسن: اهلا ياامي هل توفقت في ايجاد عمل جديد ؟
سلمى : سوف احاول يابني لاتقلق .
ومرت الايام واستطاعت ان تجد لها فرصة جديدة . ومثل عادتها تفوقت كثيرا بها.
حسن: امي امي  لقد حان وقت تخرجي .استعدي لهذه المناسبة ياحبيبتي.
سلمى : طبعا يابني انتظر لحظة واحدة ياعزيزي.انظر ماجلبت لك .
حسن: ياحبيبتي هذا زي جميل يبدو عليه الجودة والغلاء.
سلمى: لأجلك يهون كل شيء يابني.
حسن: يوم الخميس حفلة تخرجي يجب ان نذهب مبكرا لاستعد 
سلمى: حسناً يابني .
اصدقاء حسن: مهند ،ظافر: مرحبا حسن. ماشعورك اليوم وانت الاول على الطب .انا اعلم إنك تتمنى الحصول على الشهادة بسرعة لتفرح والدتك .
حسن: فرحها فرحي والعكس صحيح 
في الكلية/ الكل مجتمعين قرب بوابة الكلية .
حسن: هذا هو قسمنا ياامي وهؤلاء هم طلاب القسم.
طلاب القسم: مرحبا يا خالة . مبارك لك تفوق حسن .هو فخر الجامعة .
سلمى: بأبتسامة شكرا لك يابني .الحمد لله .هذا كله من فضل الله واجتهاده والحمد لله مرة اخرى.
حسن مقبلا يد سلمى: بل الفضل لك بعد الله ياامي لولا جهودك ومتابعتك لي لما وصلت الى هذا المستوى من التعلم .لقد حققتي حلمنا جميعا .انا وانت وابي يرحمه الله .
سلمى يرحمه الله.
مجموعة بنات القسم: ماهذا ماهذا. كيف لحسن ان يسير مع تلك المرأة القبيحة .
نجاة وسهى: لن اسير معه ونجلس على كرسي تجلس بقربنا تلك المراة القبيحة تلك.
مهند: انها ام حسن .ماالذي تقولونه بالله عليكن .حذاري من غضب حسن .
حذاري حذاري . فأن امه خط احمر فلا تستهزئوا بها.
نجاة: لا استطيع النفاق ان وجهها بشع جدا .
حسن: هيا ياامي تقدمي لنجلس هنا .
نجاة وبنات القسم في ضحك وسخرية .وهل تقدمها لرئيسة القسم على انها امك ام اكلك المحروق ؟
حسن : بل اقدمها امي وحياتي ومستقبلي وشهادتي .
بنات الجامعة . ضحك مستمر
سلمى : مغطية وجهها بغطاء اسود .حسن قلت لك لا اريد التواجد هنا كي لاتفشل وتكون بهذا الوضع ياحبيبي.
العميد : والان فليتقدم الطالب (حسن محمد) لتلقي شهادة المركز الاول في الطب 
حسن وهو يصعد المنصة ليحصل على الشهادة. استاذ هل تسمح لي قبل ان تقدم لي هذه الشهادة اود ان تقدمها لمن هو احق مني بها وقال:
أوجب الواجبات إكرام أمي  *  إن أمي أحق بـالإكرام
حملتني ثقلا ومن بعد حملي  *  أرضعتني إلى أوان فطامي
ورعتني في ظلمة الليل حتى  *  تركت نومها لأجل منامي
إن امي هي التي خلقتني  *  بعد ربي فصرت بعض الأنام
فلها الحمد بعد حمدي إلهي  *  ولها الشكر في مدى الأيام
العميد: كم كنت كبيراً في نظري .اصبحت اكبر يابني .الذي ليس له خير لاهله ليس له خير في الناس .
حسن: وامي هي اهلي وناسي يااستاذ.وهنا نزل حسن الى امه وحملها بين ذراعيه وبين تصفيق طلاب الجامعة وبين دهشة الاساتذة والحضور .
حسن: بعد ان ابعد الوشاح عن وجه امه قائلا : بفضل هذا الوجه وصلت وبفضله نجحت لهذا ستكون اول عملية اجريها بعد تخرجي وتعييني هي عملية امي حفظها الله .اللهم  يا باسط اليدين بالعطايا، ابسط على والدتي من فضلِك العظيم وجودك الواسع ما تشرح بهِ صدرها لعبادتك، وطاعتك، والأُنس بِك، والعمل بما يرضيك، ودوام ذِكرك، وبارك لها في عُمرها بركة تهنئها بها في معيشتها، وتلبسها بها ثوب العافية في قلبها، وروحها، وعقلها، وجسدها، واغنها من فضلك، وأعِنها في حِلها وترحالِها وذهابها وإيابها، وأطل في عمرِها مع العافية في صحتها.
العميد: بارك الله بك يابني وبارك لك ياام حسن هذا الابن البار
سلمى: الحمد لله وماتوفيقي الا بالله العلي العظيم .
حسن: هيا بنا يا قلب ام حسن .
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات