قصة خلف القضبان الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة خلف القضبان الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة خلف القضبان الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


تبدأ قصتي وانا من داخل قضبان سجن ابو غريب انا علي تلميذ في الصف السادس الاعدادي كنت شاب متهور ومتناقض الافكار تجدني مرة متديناً وبلحية ومرة ثانية كابوي ورقص وغيرها من العبارات التي تدل على ابشع التصرفات البعيدة عن الله تعالى ٠ لقد كنت استمع الى اهلي من اذن واخرج مااسمعه من الاذن الاخرى ظنا مني ان هذه شخصية واستقلال وان والداي يرغبان التحكم بي فقط وفرض كل راي يخصهم مهملين رأيي او جاعليه راي ثانوي وهامشي وهذا مادفعني الى ثورة وبركان على كل التقاليد والعادات الصح ظناً مني ان هذه التصرفات هي رد اعتبار لي وانتقام لشخصيتي لكنني لم اكن اعلم انه عقوبة لي ٠وفي يوم من الايام كنا انا وسالم وعبد الله  في طريقنا الى متنزه الزوراء ٠اذ جاء ثلاث رجال ملثمين يحملون اسلحة مختلفة وبداؤا بالصراخ على السائق لكي يترجل من السيارة لكنه علم انهم عصابة مسلحة فبدأوا يسيرون بسرعة فضيعة وبدأ كل من في السيارة بالصراخ والنواح الا عبد الله وسالم كانوا ينظرون للامر كأنه شي عادي وليس غريباً عن الاجواء التي يتعرضون لها خلال حياتهم في المحافظات ٠

وفجأة ! وقفت السيارة امام سيارتنا واذ يظهر منها رجل يحمل سلاح بي كي سي وعندما شاهد السائق هذه الحالة بدأ يخفف السير حتى لايتعرض هو والركاب الى الخطر ٠وماان توقفنا حتى بدأ المسلحون بالتوجه نحونا ٠فتحت الباب وبدأ واحد من المسلحين بالصراخ علينا ٠هيا انزلوا جميعا من السيارة والا فبدا الكل بالنزول واخذ المسلحون بالتوافد فقد بدأت سيارات كثيرة تظهر من كل الجهات ٠ ترى لماذا هذه السيارات الكثيرة ؟ ولماذا نحن من بين السيارات ؟ هذه الاسئلة كانت تجول في دماغي وانا استنجد من الله ان يخرجنا من هذه المصيبة على خير وانا افكر لم ارى غير ضربة قوية على راسي اسقطتني على الارض وافقدتني الوعي ٠ولم اشعر الا وانا مكبل القدم واليدين ومعي اصدقائي وجميع الركاب من الرجال اما النساء فلم اجد واحدة منهن ٠وما ان شاهدني سالم قد بدأت استعيد وعيي حتى قال لي: لاتتكلم اطلاقا بصوت خافت٠ونظرت اليه وبدأت انظر من حولي علي اجد جواب لاسئلتي ولحيرتي ٠لكن؟ وفجأة !

قال لي شخص ضخم جداً اسود اللون: انهض ايها اللعين لعنك الله في الدنيا والاخرة وضربني باخمس الرشاشة على خاصرتي جعلتني انحني الما لكنه سحبني بقوة نحو شخص يبدو من هيئته انه قائدهم٠قال لي: مااسمك ؟ قلت : علي٠ قال لي: هل تعرف شخص اسمه عباس الاعور ؟ نظرت اليه مندهشاً ! لان هذا الاسم كان ولازال النقطة السوداء في حياتي فمنذ معرفتي به وانا اتعرض لعدة مشاكل ٠عباس الاسود هذا صاحب محل كهربائيات لكنه من الظاهر اما الباطن فهو مكان لبيع المخدرات المختلفة ولجميع الفئات عرفني عليه صديق لي كنت قد تعرفت عليه وانا في مكان سيء واكيد انتم علمتم ماذا اقصد بهذه العبارة لانني اخجل ان اذكره واذكر تصرفاتي السيئة لكن هذه صفحة يجب ان تبقى في حياتي ولن تزول ابدا حتى وان نسيها الناس فلا استطيع ان انساها انا لما لها من اثار تركتها على حياتي فقد كنت سابقاً اتبع كل ماهو مخالف لقوانين ابي حتى اثبت له اني رجل ولن احتاج له لكنني لم افهم معناها الا بعد فوات الاوان

اذ ان هذه العصابة سوف تقتلني وتبيع اعضائي كما عهدت عباس الاعور ٠فقد كان يتاجر بكل شيء حتى بانفاس البشر ٠ وايقضني من افكاري صوت هذه القائد ٠هي هي مابك ايها الاحمق؟ الم تسمع ماقلت لك ؟ نعم اعرفه وماذا به ؟ قال: لقد اخذت منه كيلو من المخدرات وقلت له بانك سوف  تجلب له المال بعد ان تبيعها على زملائك الطلبة ولم تنفذ الاتفاق لماذا؟ قلت: لقد حاولت لكن المدير اكتشف الامر وانا الان مفصول من المدرسة ٠ هههههه ضحك القائد المسؤول عن العصابة وقال : وهل تعتقد ان هذا الامر يهمنا ؟ وهل نحن تربية ترغب التلاميذ بالمدرسة ؟ وبدأ يصرخ فجاء رجل يحمل سيفاً وقال له: اتأمرني بشيئٍ ما ؟ قال له : نعم اقطع يديه ٠وبدأت بالصراخ ومعي اصدقائي وترجيته ان يتصل بعباس كي اتحدث معه لإنني لدي الحل الاكيد ٠وفعلا تقبل الامر واتصل به وماان قال عباس الووو٠ حتى قلت له: عباس والله كل ماتريده سوف انفذه لك لكن ارجوك دعني اعود سالما ٠ قال عباس : ومااثباتاتك ؟ قلت : ماتريده افعله٠ قال حسنا وتحدث لقائد العصابة وفي خلال لحظات تم تركي انا ومن معي لكن قبل ان يتركوننا قال لي قائدهم : احذر من الغدر لانني سوف اجدك وان كنت تحت الارض٠ 

حمدت الله كثيرا وخلال عودتي بدأت ابحث عن طريق كي اعيد له المخدرات او ادفع مبلغه ٠ومن هنا بدأت المشكلة ٠اذ كيف سيتم ارجاع المخدرات او المال؟ لااستطيع ان اعيده الا بحالة واحدة وهي السرقة اذ بها استطيع ان اجمع المال واعيد لعباس مااخذته منه٠ومن هنا بدأت البحث عن بيوت تظهر عليها النعم والثراء وفعلا بدأت بالعملية الاولى اذ بدأت اراقب بيوت اصدقائي الذين اعلم انهم يحملون من الاموال والذهب الكثير ٠ لكن ! واه من كلمة لكن !اذ يجب ان اعتمد على شخص ثقة يستطيع مساعدتي في هذه المهمة٠لكن من هذا الشخص السيء وفي نفس الوقت يحمل صفة الامانة حتى اثق به٠مستحيل لان كلا الخصلتان لاتجتمع في شخص واحد لان كل منهما تحمل الجانب الحسن والاخرى الجانب السيء٠ ومن هنا بدات افكر بمن استطيع ان يعينني ولايكون عبئاً علي وفعلا وجدته انه طارق ٠وهو شخص يحب المال حتى انه يبيع اغلى مالديه في سبيل الحصول على مايريد وكيف لا وهو الذي باع كليته من اجل المال ٠ولكن هل هو من يعتمد عليه ويكون موضع ثقتي ؟ ليس لي الخيار 

عليه ان ابحث عنه واحدثه وفعلا وجدت رقمه عندي في الهاتف القديم ٠وماان اتصلت به حتى اجابني: اهلا علي٠دهشت من جوابه لكنه ضحك وقال : انت شخص لاينسى ابدا ٠ماذا تريد ؟وماالذي دفعك لكي تتصل بي؟ قلت له : علينا ان نلتقي ٠قال : حسنا وفعلا تم لقاءنا وماان اخبرته عن المهمة التي ارغب ان اشاركه بها حتى نهض سريعا وقال: انا لها يا ابن العم٠ ولكن علينا اعداد خطة محكمة ٠قلت: لقد اعددت وسوف اقول لك من هو الشخص الذي سوف نسرقه ٠قال: حسنا وفعلا ذهبنا الى بيت صديق صديقي لقد علمت من صديقي سالم ان هذه العائلة صاحبة مال كثيرٍ وفعلا تم التخطيط للسرقة  خلال اسبوعين كي نستعد لهذه المهمة وجاء الاسبوع الاول وما ان بدأ الاسبوع الثاني حتى اتصلت بطارق واتفقنا ان نلتقي في مكان عام ٠ثم جاء وبدأت ارسم له الخطة بكل اتقان ٠لقد علمت من صديقي ان هذه العائلة سوف تغادر بيتها لغرض حضور مؤتمر طبي باعتبار صاحب البيت طبيب ويأخذ اهله معه كل سفرة وهكذا سوف يكون البيت خال ونستطيع ان نحصل على مانريد ٠وفعلا في مساء يوم السرقة بدانا بالتحضير لها وفي منتصف الليل توجهنا نحو الدار لسرقته وكانت الامور تسير على مايرام وفعلا دخلنا البيت ولم نواجه اي صعوبة بذلك لكن! 

وفجأة! شعرت بخطوات غريبة في البيت ٠ لقد كان ابنهم فيه ولم نخطط لهذا الامر اطلاقا ٠ ماذا سنفعل ياترى ؟ لكن جواب طارق كان اسرع من تفكيري اذ اطلق عليه النار من مسدس كاتم للصوت ارداه قتيلا ٠ نظرت الى طارق وبدات بالصراخ رغم ان هذا الامر اسعدني لانه انقذنا من مطب كبير لكنه اوقعنا بمطب اكبر لكن طارق اكد لي بان هذا التصرف هو اكثر التصرفات ملائمة لحالنا ٠ سكت وبدأنا بالسرقة وخرجنا دون ان يشعر بنا احد ما ٠وخلال خروجي اتصلت بعباس وذكرت له بان المبلغ الذي اراده مقابل المخدرات قد تم تحضيره ٠واتفقنا ان نلتقي بمكان ما حتى اعطيه له ٠وفعلا تم ذلك وشعرت بان الحياة بدات تبتسم لي بعد حزن دام سنوات ولم يخطر على بالي ان الدنيا لاتنسى غلطة الانسان ابداً واجلاً ام عاجلاً يدفع ثمنها ٠وفعلا لم يمر شهر حتى القي القبض علي اذا ان طارق بدا يستخدم المال الذي سرقه لاعمال مشبوهه وبدأت الشرطة تتابعه وبعد ان ادانته بالجرم المشؤوم القت القبض عليه وخلال الاستجواب اعترف بجميع اعماله المشبوهه ومن ضمنها سرقتنا لمنزل الطبيب ٠وهكذا دفعت ثمن اخطائي التي كنت دائما اعتبرها صفات الرجولة والقوة لي .
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات