القافلة الملعونة الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

القافلة الملعونة الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

القافلة الملعونة الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


في يوم ممطر سبقته عاصفة ترابية شديدة الغبرة وصلت درجتها الى ان لون السماء كان احمر قاني ورغم معنى اللون الاحمر  معروف بالرومانسية والحب لكنه معروف ايضا بالاندفاع والقوة وهذا ماعبرت عنه العاصفة حيث كانت تسحب الاشياء التي تعترضها بقوة كأنها تقول لها هذه قوتي فأرني قوتك التي تنافسني ٠وخلال هذه الفترة المزعجة لبعض والجميلة للبعض الاخر ،خرجت امرأة متوسطة العمر من بيت كبير  يبدو عليه بانه اصحابه قد تمتعوا بعز وخير لم يحصل عليه احد غيرهم ٠ وبدأت هذه المرأة تسير في الطريق كانها تواجه الريح وكانها الخصم الشديد لها وتذكرها بقوة وصلابة المراة التي لطالما ذكرت في القصص الخيالية قبل الواقعية لما تتصف به من حنكة وخبرة في التعامل مع اي موقف صعب بكل  شجاعة واقدام ٠وخلال سيرها ظهرت مجموعة من النساء كأنهن اتفقن على التواجد في مكان معين ٠وماان وصلت الى نفس طريقهن تقدمت نحوهن قائلة : مرحبا ٠ هل تاخرت عليكن ؟ اجبن : كلا وهل نستطيع السير بسرعة مع هذه الرياح التي جعلت الجميع يشعر انه انتقام من الله لنا لسبب يعلمه هو فقط سبحانه وتعالى٠ ضحك الجميع ولم يهتم لهذه العبارة الا امرأة يقال عنها انها مسنة لكن في الحقيقة عمرها يختلف كليا عما توحيه ملامح وجهها التي ان تمعنت بها قلت انها في ال٧٠ من العمر ٠ وسار الجميع وركبوا شاحنة كبيرة كانت تقف بداية الطريق للذهاب الى شلالات الشمال المعروفة بجمالها ولم تمنعهم اتربة الجو والعاصفة من الذهاب اليها للتمتع بجمالها الخلاب وتضاريس الارض التي تمنحنا الراحة النفسية والهدوء والسعادة في حياتنا وتجعلنا نفكر بهذا الكون الرائع وقدرة وعظمة من خلقه ٠ وخلال سير الشاحنة وفجأة! ظهر شيء اسود كبير ؟ ظن البعض انه حيوان من حيوانات الجبال قد يكون دب اسود او ثور اسود او ظنوا وجود الاحمرار في الجو هو الذي جعلهم يرونه اسودا بدل الاحمرار ٠فحاول صاحب الشاحنة ان يتفاداه لكن ! هذا الشيء كانه يتربص بهم ويحاول ان يلقنهم درسا كبيرا لانهم استهانوا بهذه العاصفة القوية وهنا ٠٠٠٠٠٠ ؟ بدأت الشاحنة بالانسحاب نحو الخلف كأن شيئا يسحبها بقوة نحو الخلف ومن هنا بدأ الخوف يدب في قلوب الجميع ومن ضمنهم السائق لكنه شعر بالخجل لان كل من في الشاحنة نساء وهو الرجل الوحيد الذي يعتبر الاسد بين غزلان حتى وان كن كبيرات في السن ٠فقال : لاتخفن هذه تحدث في العواصف عندما تكون شديدة جدا فهي تريد ان تبين لنا الفعل ورد الفعل كما تعلمناه في دروسنا السابقة ٠اليس كذلك ياست امل ٠ اجابت ست أمل: نعم نعم فعلا ولو فكرنا بتمعن لوجدنا اجسامنا عند مواجهة الرياح تدفعنا بقوة لصدها ٠ ونظرت اليه في مرآة السيارة كأنها تقول له: لقد فهمتك وحسنا فعلت وذكرت هذه المعلومة حتى لاتشعر واحدة منهن بالخوف والفزع ٠ وفجأة ! بدأت الشاحنة تسير سيرها الاعتيادي كأنها تؤيد كلامه ٠وظلت تسير وتسير وست امل تتحدث الى السائق خلال الطريق حتى لا يداهمه النعاس وخلال الليل بدأت السماء تدفع وتزيل اللون الاحمر منها كأنها تقول له اتركني ودعني اظهر جمالي الرائع من خلال لوني الساحر الذي يبهر الجميع الا وهو اللون الازرق الذي يعبر عن الهدوء والخمول والصفاء ٠وهكذا بدأ اللون الاحمر القاتم بالتلاشي تدريجيا لكن ٠٠٠٠ !  وخلال نزول النسوة الى المصيف وفرحتهن بالوصول جعلت صاحب الشاحنة ينسحب دون ان يترك لهن حقائبهن التي تحوي الطعام والملابس ٠ وخلال تجوالهن وذهولهن بجمال الطبيعة لم يشعرن بانسحاب السائق وبدأن بالتحدث عن الطعام والملابس وفجأة قالت واحدة منهن : الشاحنة ،الحقائب !! اللعنة اللعنة فرحتنا بالوصول جعلتنا ننسى كل شيء حتى اغراضنا ٠كيف سنتصل به لكي نعود وكيف وكيف وكيف ؟ وذكرت عدة امور لاتبدوا غريبة على كل من يقع في مثل هذه المشكلة ٠ وبدأن السير للوصول الى مكان للاقامة فيه لكن ماذا يذكرن لصاحب الفندق؟ وهل سيصدقهن؟ لكن ! انتظرن هنا قالت ست امل سوف اذهب انا وحدي اليه علي اصل الى حل يرضي جميع الاطراف ٠ وفعلا ذهبت اليه وحدثته بالامر ٠لكن من سوء حظها انه كان انسانا ماديا لا يعرف معنى المساعدة والرحمة للغريب فبدأت بالتوسل اليه حتى انها طلبت منه ان يمنحها بعض الوقت لكي تتصل من هاتفه لكي تجد من يساعدها وصديقاتها لكنه نظر اليها نظرة جعلها تشعر بالخجل لانها لم تحافظ على ماء وجهها ومن هنا غادرت وهي تحمل في قلبها انكسار تعرضت له ولم تشعر بأنها سوف تتعرض لمثل هذا الانكسار وخلال سيرها وتفكيرها العميق بما فعلته ومافعله صاحب الفندق فاذا سيارة سوداء تسير بسرعة فائقة تدهسها وترميها الى الجهة الثانية من الشارع ٠ ولم يكن هناك صوت غير صوتها الذي جعل جميع النسوة يتوجهن نحو اتجاه الصوت لنجدة صاحبه لانهن كن يعلمن انها الست امل ٠ ومن هنا بدأ الركض لنجدتها فيما لاذ صاحب السيارة بالفرار وبدأن بالصراخ والبكاء علهن يستطعن كسب عطف اي شخص يمر من قربهن وفجأة وقفت سيارة صغيرة تحوي ٣ اشخاص شباب نزلوا من السيارة وبدأوا بالتحدث الى النساء لانقاذ المراة  وطلبوا منهن ان يأتوا الى المستشفى الدولي في اربيل حتى ينقذوا صديقتهم التي صدمتها السيارة ٠ وفعلا حملوا المرأة وذهبوا بها الى المستشفى٠ وبعد طلب المعلومات وعجز الشباب عن منحها لمسؤول الاستقبال ماتت صديقتهم امل التي كانت الدليل للرجوع الى بغداد ومن هنا شعرت المرأة التي سمعت واحدة منهن تقول انه انتقام من الله بأن هذا هو بداية الانتقام لكنها لم تريد ان يسيطر عليها افكار الشيطان اللعين الذي يستغل كل ازمة للتشكيك بقدرة الله تعالى فاستعاذت الله من الشيطان وبدأت تسبح وتذكر ايات الضيق وتقول ((رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين)) لكن في نفس الوقت الدموع تنهمر على خديها لفراقها اعز صديقاتها امل وفجأة! ظهرت من بعيد الشاحنة الكبيرة التي نقلتهم وشعرت ان رحمة الله بدأت تغمرهم فصرخت بفرحة من غير ان تشعر هذه هي الشاحنة التي نقلتها وكأن السائق هو الماء الذي انقذها بعدما كادت ان تموت من العطش في يوم شديد الحرارة ٠ لكنها من شدة الخجل قالت: اعتذر ولكني شعرت بخوف شديد بعدما اصاب صديقتنا امل مااصابها لاني كنت اظن انه انتقام الله لنا لاننا وبدون قصد ذكرنا هذه العبارة فأغضبت الله تعالى منا وبدأ بالانتقام لكن رحمته كبيرة وان كان مافقدناه غال ٠ نظر الجميع اليها وكانهم يؤيدونها في كلامها وبدأ الجميع بالركوب  على اقدامهم الا أمل كانت محملة بكفن فوق الشاحنة والدموع مصاحبة لكل من عرفها لاخلاقها العالية وهكذا كانت الرياح ذات اللون الاحمر تعبر عن دم الانسان كيف يسقط وبمختلف الطرق فقد تعددت الاسباب والموت واحد.
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات