قصة الامل الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الامل الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الامل الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


في مكان بعيد عن بيتها كانت تذهب لتشاهد اخاها وهو راكبا اجمل حصان رأته عينها ذا لون اسود وشعر لم ترا مثل جماله من قبل كانت تجلس بعيدة عن انظار الناس لتنبهر بفرسها الجميل وتكتب اجمل العبارات والجمل في مقالها وتصفه بشعر لم يكن افضل شاعر قد تغزل بحبيبته مثلها كانت تطلق عليه لقب الامل ؟ لما ياترى تطلق عليه هذه اللفظة التي حيرت اكبر الشعراء وافضل القاصين ! والجواب كان عند الكرسي المتحرك الذي كانت تجلس عليه لان عجزها دفعها للبحث عن امل جديد ولم تعلم بان الامل سوف يكون فرس اسود اتصف بالقوة والسرعة كقوة الجبال وسرعة الريح فرس لو حاول اجمل الرسامين رسمه لما استطاعوا ان يمنحوه هذه العين اللامعة وهذا الخصر المتناسق مع جسمه الرائع

والذي اظهر جماله الفارس الذي يقوده الى العلا من فوز الى اخر فوز لم يسبق ان حصل عليه اي فارس من فرسان العصر القديم ولا فرسان الان ٠ ترى بماذا يتحدث معه! ومالذي يشعر به هذا الفارس عندما يكون على ظهر هذا الفرس ؟ هل شعوره بالفرح ام التكبر ام الافتخار لانه يسيطر على اشرس حصان في العالم لم ينقاد لاحد الا لهذا الفارس ٠ فما الذي فعله الفارس لهذا الفرس وانقاد اليه بهذه السهولة! هل هناك سحر في الموضوع ام العلاقة الحميمة التي جعلت من كلاهما يفهم قدرة الاخر بحيث يتميزون بهذا التميز الرائع ٠ بهذه العبارات ذهبت هند بكرسيها الى الاسطبل وتحدثت بهمس مع الحصان الاسود الذي كانت تناديه بالامل

ترى هل كان يفهم الفرس ماتقوله له هند ! ام تركها تتحدث وهو غارق في طريقة الفوز٠ من يفهم لغة الحيوان٠ لااحد وفجاة ٠٠٠٠٠ سمع صوتها قائلة اعلم انك تريد ان اقلع لك البسمار الذي ازعجك في حذوتك ؟ نظر الفرس الى هند مستغربا ٠ كيف عرفت بآلمي وهي بشر والبشر المعروف عنهم لايبالون بالآلام غيرهم ٠ لكن هناك قاعدة تقول : لكل قاعدة شواذ ٠ فهل تنطبق هذه القاعدة على هذه الفتاة ٠ وانتهى تفكير الفرس بآلمٍ شديدٍ نتج من ٠٠٠٠٠٠؟ واخيرا سحب البسمار وارتحت ٠ كيف ارد لها الجميل وانا حيوان لاحول ولاقوة لي وهي التي تعينني ولقد اعانتني فعلا الان ٠ نظر اليها كانه انسان يقول لها : شكرا لكل مافعلته٠ فابتسمت وقالت له في همس:على الرحب والسعى 

مرت الايام وهند لم تأتي الى السباق ولا الى الاسطبل ٠ والحصان او الفرس قد تعلق بها كثيرا لان بها صفات الفارس القوي التي لايتحلى بها الا القلة القليلة من البشر في هذا الزمن العجيب وفجاة٠٠٠؟ صوت رجل يقول : هل سمعت بالخبر ؟ صاحبه ٠اي خبر ! صاحب الصوت يقول: لقد سمعت بان صاحب الاسطبل قد طرد فتاة كانت تأتي الى هذا الفرس وتهمس باذنه فطلب منها بعدم الحضور حتى ل اتزعج هذا الفرس لانه بدا يشعر بان سلوك هذا الحيوان قد تغير ٠ فلم يكن لينا مثل الان بل عنيدا كعناد الريح القوية وصلابته كصلابة الحديد ٠ اما الفرس فكان يسمع كلام الرجل ويفكر في الوصول الى هند التي لم يكن يعرف اسمها وانما فقط كان يعرف ميزتها بانها صاحبة الارادة والامل القوي ٠ وفي يوم عاصف شديد الظلام خرج الامل من مكانه باحثا عن فتاته التي انقذته بدون مقابل٠ لكن واه من كلمة لكن ! لم يكن يعلم بان خروجه سوف تكون سبب نهايته ٠اذ وهو يسير بسرعته المعهودة اختفى ! ٠٠٠٠٠٠ ترى اين ذهب وماذا حدث له ! لم يعرف احد مصير هذا الفرس الى الان اما هند فقد كانت تجلس على كرسيها خلف زجاج نافذتها وهي متأملة العاصفة وقسوتها التي تذكرها بقسوة صاحب الفرس الذي حمل بلسانه عبارات كأنها سيف سل لعدو شرس وليس لفتاة كسرتها الدنيا قبل ان تكسرها كلماته التي لايقال عنها اقل مايقال بانها بركان من النار الملتهب التي تهدم الامل الوحيد لها في هذه الدنيا بعد الله حتى وان كان حيوان اسمه الامل .
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات