قصة سهاد الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة سهاد الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
سهاد انا فتاة جميلة وذكية عمري ٢٠ عاماً رغم حبي للحياة وللناس لكنني اشعر ان الكل ضدي حتى نفسي التي دمرتها من كثر العناد والمشاكل التي أقع فيها بقصد او غير قصدي وقد كانت لظروفي الصحية سبب في تأثيرها على نفسي اذ كنت رشيقة وجميلة لكن ما إن دخلت مرحلة السادس الاعدادي حتى بدأت اخذ في السمن والانتفاخ راجعت الكثير لكن لم يذكروا لي العلة الطبية التي جعلتني هكذا واستمر بي الحال حتى وصلت مرحلة اشعر ان الجميع ضدي.
وفجأة وانا في حديقة بيت جدي والد امي وأنا اتفحص المكان واتعمق بجماله خرجت امرأة صغيرة من فتحة الحائط وتحمل عكاز تستند عليه وأنا انظر باستغراب وذهول. هل ما اراه حقيقي وواقع ام انها عيني التي عكست خيال هذه المراة بسبب التعب والارق من الدراسة؟ لكن بين افكار مخيفة واهات الخوف نطقت كلمات جميلة تعبر عن شخص حنون قائلة لي : مرحباً ياعزيزتي. كيف حالك . نظرت اليها وانا صامته والكلمات مبعثرة في دماغي من الخوف لكنني استطعت ان اقوي قلبي ونفسي واسالها السؤال الطبيعي المعروف .من انتِ وهل انتِ حقيقية ام لا ؟ قالت لي: نعم انا حقيقية واحب ان احقق لك ماترغبين في هذه الحياة !! ضحكت وقلت لها اتعنين بأنك جنية تحقق الاماني ؟ اذا اريد اعلى الدرجات ياجنية هل تستطيعين تحقيقها لي؟ قالت لي : استطيع ان ادلك على الطريق الذي تحققين منه ماتتمنينه .نظرت اليها قائلة :وما هو هذا الطريق ؟ قالت لي: خذي هذا الكتاب واقرأي في كل صباح هذا الدعاء خمسة عشر مرة وسوف ترين العجب العجاب-" سبحان من ملك فقهر سيهزم الجمع ويولون الدبر سبحان القوي المقتدر اني مغلوب فانتصر ليس لها من دون الله كاشفة ".نظرت اليها وقلت لها : ياخالة هل انت جنية ام لا ؟ قالت نعم أنا جنية الخير لكن لا اخرج غير لصاحب القلب النظيف الطاهر الذي يعلم ان الله يحبه ويغنيه عن كل الناس وهذا ماشعرت به عندما راقبتك مراراً وتكراراً لذا انت احق من ينال امنياته فقط توكلي على الله .قلت لها شكرا ً لكِ ياخالة لقد استطعت ان تعيدي لي ثقتي مرة اخرى .وهكذا بدأت افعل ماقالته لي هذه الجنية، وسبحان الله فعلا كلما ذكرت هذا الدعاء يصيبني الخير من كل مكان . ومرة وأنا جالسة قرب الموقد اذ جاءت صديقتي الى بيتنا ورنت الجرس فخرجت وفتحت لها الباب وهنا....!! مرحبا ً ياسهاد كيف حالكِ ؟ اجبت : بخير وأنت ِ قالت رنا : بخير لكنني جئت لك برسالة من زميلة قديمة اتمنى ان تذكريها ؟؟ قلت ومن هي ؟ قالت رنا: خذي الرسالة وتمعني بها علك تعرفين من هي؟
وفعلا اخذت الرسالة وبدأت اقرأ فيها الى ان وصلت الى السطر الذي تقول فيه: لقد مر زمن طويل منذ ان غادرت مدرستنا التي كنتُ معك فيها وكثيراً ماتخاصمنا وتشاجرنا معاً على سؤال تجيبين انت عنه ولم تسمحي لأحد غيرك بالاجابة فحقدت عليك وقررت ان اوقعك بمصيبة كبيرة علك تلتهين بها وتتركين الدراسة لأنك كنت فعلا الطالبة المهذبة الذكية المتعاونة مع الجميع وكنت تستحقين ان تكوني فارسة الصف لشطارتك ، لهذا بدأت افكر في الحاق الاذى عليك مهما تكن النتائج المهم ان تتاذي وتتألمي مثلما أتألم انا رغم ان المي سببه افكاري السيئة عنك .ومن هنا اتفقت انا وسعاد على تشويه سمعتك امام الكادر التدريسي مما يجعلك مكروهة غير محبوبة من قبلهن .اذ قمت بوضع رسالة تحمل أسوء العبارات عن ست سناء ولم ولن تتخيلي العبارات المذكورة لطيبة قلبك لكنني ذكرتها بابشع الصفات السيئة وكتبت اسمك من خلال تأليف قصة تدل على إنك من ذكرتي هذه الصفات السيئة لصديقتك حسناء .وما ان نجحت خطتي حتى شعرت بالفرح والسرور واستطعت ان احقق عقوبة لك بفصلك من المدرسة وان اجعل منك انسانة محطمة .ومرت الايام والسنين واكتشفت ان من يفعل السوء يرد له ولو بعد حين فكما تدين تدان وفعلا فقد تعرضت لنفس موقفك هذا وسبحانه الله سلط عليه افعالي اذ بدأت في عمل برامج الكترونية ذات منفعة كثيرة وكانت تجلس بغرفتي في الاقسام الداخلية فتاة تكرهني مثلما كرهتك لهذا بدأت بالتخطيط لأذيتي واستطاعت ان تؤذيني من خلال تسليط شاب سيء السمعة عليه وبدأت الاشاعات تكثر عني وما ان سمع ابي واخي بها حتى بدأوا بتعذيبي وضربي ووصلت الى درجة الموت لكن الله انقذني عندما جلست في غرفتي استغفر الله واندم على ما فعلت لك ارجوك ياعزيزتي اغفري لي ما فعلت لك لأنني لم اكن اعلم بأن الحقد والغيرة سيفعلان بي ما فعلت ولقد تبت الى الله وأنا الان اطلب منك التوبة بعد الله والمغفرة بعده تعالى فهلا ساعدتني على بناء صفحة جديدة معك ومع الله قبل كل شيء؟؟ اعلم إنك تفكرين بمن اكون؟
أنا صابرين صديقتك المقربة منك. واعلم ما شعورك الان .لكن ثقي يا اخيتي لقد ندمت والله ولن اسامح نفسي الا بعد ان تسامحينني . نظرت الى رنا وقلت لها : هل قرأت مافي الرسالة؟؟ أجابت : كلا لكن صابرين ذكرت لي ماكانت تفعل بك وانت من حقك إن تسامحيها او ترفضي مسامحتها وتتركيها لندمها الذي سوف يقتلها وهنا!!! رأيت جنية الخير تنظر لي وفي عينها عبارات تقول لي : لقد قلت لك انت صاحبة القلب الطيب لن تجعلي صديقتك تندم على مصارحتها لك .اغفري وسامحي حتى يغفر الله لك " فكل بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ".
لذا علينا ان نغفر للجميع ليغفر الجميع لنا وكذلك ليغفر الله لنا ايضا ُ وهنا .....
قالت سهاد لرنا: أنظري يارنا لن اقول لك إن مافعلته صديقتي صابرين قد انتهى بل بالعكس لقد جعلتني احقد على نفسي وعلى جميع الناس ومن ضمنهم اهلي لأنني ظننت انهم يكرهونني اذ لم يصدقني احد منهم عندما قلت لهم ماحدث. لكن الله يعلم إنني بريئة من اي ذنب أتهمت به وهذا اكبر دليل على ما اقول .لكنني سوف اقول لك شيئاً واحداً الا وهو ان الله غفور رحيم فاذا كان رب العباد كريم الا من الواجب أن أحمل جزءاً من صفة العزيز القهار. لذا قولي لصابرين إنني سامحتها حباً في الله .وهنا !! قالت رنا: أذا إسمعي ما سأقوله لك يا سهاد لقد ماتت صابرين منذ اسبوع وعندما وجدت والدتها هذه الرسالة بكت وقررت ان تصل اليك لتسامحيها عما فعلت واستمرت الام في البحث حتى وجدتتني وطلبت مني أن لا اذكر ماحدث لصابرين الا بعد أن تسامحيها لأن امها كلما تنام ترى صابرين تطلب منها أن تعاودك وتلتمس منك المغفرة . وهنا لم اشعر غير دموع تتساقط من عيني كأنهما شلال ماء لكن ليس عذباً بل يحمل الكثير من الاملاح التي تشعرني كأنها سكاكين تقطع وجهي . وهنا وضعت امي يدها على كتفي وقالت : لقد كان هذا الدرس صعباً عليك وعلى من خاضه لكن رحمة الله اوسع من كل شيء لذا علينا ترك الماضي والانتباه الى مستقبلنا الذي لايعلمه الا الله لذا اغلقي هذه الصفحة لتبدأ صفحات اجمل منها وليرحم الله من مات وقد علم انه قد اذنب وأخطأ فأراد الاعتذار حتى بعد أن مات .
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )