الارانب الأربعة الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
الارانب الأربعة الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
كان ياما كان كان هناك اربع ارانب مختلفة الالوان وكل واحدٍ منها له ميزة ما ،فكان الارنب الاول يحمل اللون الاصفر اما الثاني فيحمل اللون البني والثالث يحمل اللون الاسود اما الرابع فكان يحمل اللون الابيض وكان هذا الارنب المميز بينهم فقد تميز بصوته العذب فكثيراً ماكان يغني ويطرب بعيداً عن اخوته الثلاثة وهذا ماكانت تحذره والدته منه الا وهو عدم ترك اخوته واللعب بعيداً عنهم .وفي يوم من الايام فكر الارنب الابيض ان يغادر الغابة فطلب من اخوته مشاركته في فكرته لكن الاخ الاكبر صاحب اللون الاسود رفض رفضاً قاطعاً قائلاً له : لاتستمع لصوت عقلك فقط بل استمع لاصوات عقولنا ايضاً فكم من عنيد تأذى بسبب عناده وجهله .الم تقل لنا والدتنا أن نبقى في غابتنا لأن الجميع يعرفنا وأن من يغادر خارجها لن يحصل على مايريد لأن في الخروج خسارة اكثر من ربح لنا .سكت الارنب الابيض لكن عقله لم يقتنع بكلام اخيه ومن هنا بدأ بالبحث عن وسيلة للهروب من الغابة وبينما كان الاخوة مجتمعين للعب في مكان ما بالغابة شاهد الارنب الابيض فراشة جميلة مختلفة الالوان ففكر بحيلة فقال لاخيه صاحب اللون البني سوف العب مع تلك الفراشة الاتريد اللعب معنا !!! قال الارنب البني : كلا لااريد اللعب بعيداً عن هذا المكان وانت كذلك لاتبتعد كثيراً.هز الارنب الابيض راسه بالتأكيد يااخي .وهنا بدأ يطبق خطته فجاء الى الفراشة وقال لها: ايتها الفراشة مااسمك ؟قالت : اسمي سما وانت ؟قال: انا الارنب الابيض .قال : هل ترغبين باللعب ؟قالت : هيا بنا نلعب ،لكن ماذا نلعب؟قال: مسابقة من يسبق الاخر للوصول الى ذلك التل من الصخور .أجابت الفراشة : حسنا حسنا هيا نبدأ ،وفعلا بدأ الاثنان بالسباق ،الارنب يفكر بالهرب من الغابة والفراشة تفكر بالفوز واللعب وكان لتصميم الارنب السبب في فوزه وفعلا وصل قبل الفراشة الى تل الصخور وهنا ...!! وصلت بعده الفراشة تعبة جداً لكنها لم تنسى أن تساله عن غايته في الوصول الى التلة قائلة له: لماذا جئت الى هنا ؟ وهذا مكان خطر جداً؟ قال الارنب الابيض: اردت أن اغير حياتي نحو الافضل وأن اعيش مثلما أريد وليس مثلما تريد أمي وأخوتي .نظرت اليه وقالت له : إنك ستسبب لك مشاكل كثيرة فهنا مكان خطر لايعلمه غير كبار السن فقط فهلا رجعت الى اهلك وعائلتك ياصديقي.لكن الارنب لم يستمع لكلام الفراشة الجميلة وبدأ يركض ويركض حتى وصل الى حفرة كبيرة وماإن نظر فيها حتى قفز بوجهه جسم غريب غطى وجهه بالكامل ،وهنا بدأ بالصراخ والبكاء محاولا ً إبعاده دون جدوى وبعد فترة طويلة شعر بإن هذا الشيء قد بدأ يتحرك ويغادر وجهه وماإن ذهب الشيء الغريب بعيداً عن وجه الارنب حتى قفز الارنب قفزة جعلته يذهب الى التلة السابقة دون أن يشعر بقفزته تلك لكنه شعر إن عين واحدة لايرى بها فبدا بالركض عله يجد طريق العودة دون جدوى وهنا.....؟! ظهر له من بعيد نسر كبير وبدا يقترب منه محاولاً إصطياده لكنه تمكن من الخلاص منه بسرعة لكن الآلم الذي أصابه من عينه لم يتوقف الى أن شعر بالتعب فنام بالقرب من شجرة كبيرة ومرت الساعات وهو في نوم عميق وفجأة شعر بأن الارض تتحرك فنهض لكنه وجد مجموعة من الحيوانات تركض بسرعة غريبة فحاول أن يحمي نفسه من شرها لكنه لم يستطع فأصابه القليل من الاضرار التي نتجت من خوف الحيوانات المسرعة اذ كُسرت قدمه اليمنى بسبب هذه الحيوانات وهنا....!! علم إن الخطر الحقيقي هو الأن فكيف يستطيع السير والتخلص من مخاطر الحياة التي إختارها بنفسه لذا بدأ بالبكاء مرة اخرى .لكن رحمة الله موجودة في كل مكان وزمان ولكل المخلوقات اذ شعر الارنب الابيض برائحة تشبه رائحة والدته وهنا ....؟؟ بدأ بالصراخ والبكاء فسمعت الام صوته هي واخوته فركضوا نحوه مسريعين وماإن شاهدوا ماحدث له حتى بدأوا بالبكاء لكنهم شكروا الله لأنه ابقاه على قيد الحياة .اما الارنب الابيض فقد تعلم درساً عظيماً الا وهو عدم الاستماع لتحذيرات الكبار وخاصة الام يؤدي الى التهلكة لامحالة ومن اراد تغير حياته فلا يكون تغييره بالمكان بل بتغيير النفس اولاً والاقتناع بماكسبه الله لنا خير من التذمر فالقناعة كنز لاتفنى
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )