السفينة وقائدها الغبي الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
السفينة وقائدها الغبي الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
كان ياماكان كانت هناك مجموعة من الاشخاص يعملون في سفينة كبيرة وجميلة وكان العمل هناك ممتع جداً الا من حالة واحدة الا وهي ربان السفينة اي( صاحبها) اذ كان يتصف بالعناد لدرجة الغباء على الرغم من المواقف الواضحة لاتخاذ قرارات صائبة وفي يوم من الايام جاء شاب طويل القامة لكنه فقير الحال من ملابسه القديمة لكنه رغم ذلك كان صاحب وجه ضحوك مقبل على الحياة عزيز النفس ،تقدم بأتجاه ربان السفينة مسلماً عليه بكل ادبٍ سائلا له عن وظيفة تعينه على هذه الحياة الصعبة .لكن الربان نظر اليه بإحتقار قائلا ً له : وهل تظن إن أحداً ما يقبل أن يعين احداً مثلك ياهذا؟ نظر الشاب اليه قائلاً له : وهل يقاس الانسان بأخلاقه ام بثيابه ياسيدي ؟ نظر جميع العمال اليه وفرحوا لإجابته التي أثلجت صدورهم لأنهم عانوا ماعانوه منه .وهنا ... غضب الربان كثيراً من الشاب وقال له: أنت تريد أن تثبت أخلاقك أمام عمالي ؟؟ حسناً حسناً إذا دعنا نرى قدرتك على تحمل غيرك .نظر الشاب الى الربان قائلاً: هل تقصد إني أستطيع أن اعمل معهم ؟قال الربان: نعم تقدم وخذ هذه الملابس وارتديها في اخر غرفة في السفينة .فَرِح الشاب كثيراً وقرر أن يعمل ويثبت جدارته في عمله .أما ربان السفينة فقد قرر أن يجعل أيام الفتى أسود من سواد الليل ،وفعلاً بدأ بإجبار الشاب على العمل لساعات طوال ويمنحه اعمال اشد من الباقين ليجبره على الاعتراف بفشله .لكن الشاب كان صبوراً جداً ولم يتذمر ابداً ومرت الايام وأصبح محمد افضل عامل في السفينة وبينما هم في عرض البحر اذ لاحظ الربان إن شيئاً ما يتقدم بإتجاه السفينة وما إن اقترب هذا الشيء حتى عرفه ،إذ ظهر حوت كبير اسود اللون يبدو إنه تعرض لشيءٍ ماجعله يغضب ويسبح في البحر كالمجنون .....وهنا !! توجه محمد نحو ربان السفينة قائلاً له ارجوك ياسيدي انزل تلك الاكسسوارات التي تضعها بمقدمة السفينة فهي التي تثير غضب الحوت ؟ نظر الربان اليه ضاحكاً وقال : وهل تعتقد إن هذا العملاق الكبير يخاف من اكسسوارات لامعه ؟ توقف عن التحدث بسخرية واستهزاء للاخرين وخاصة أنا .قال محمد والله إني لأقول الحقيقة واتمنى ان تستغل الفرصة الان وتعلم صدقي وخبرتي بهذا النوع من الكائنات البحرية .نظر الربان اليه وطلب منه بالاسراع الى ابعادها عن اعين الحوت وماإن ابعدها حتى بدأت حركة الحوت بالبطىء الى ان توقف عند مسافة ليست بالبعيدة عن السفينة .وهنا طلب محمد من الجميع أن يهدأوا ولا يصدروا اصواتاً تجعل الحوت يهيج من جديد وماإن عم الهدوء في السفينة حتى غادر الحوت تاركاً السفينة ومن بها في أمان وهنا .... عم الصراخ والتصفيق والرقص في السفينة وبدأ الجميع بحمل محمد على الاكتاف والرقص وهنا.....!! طلب ربان السفينة حسام بإنزاله ليشكره على ماعرضه من خدمة قد انقذتهم جميعاً .وقال له: أنت تستحق ان تكون مساعد الربان لكن قبل كل هذا اريد جواباً لسؤالي هذا ....؟ وهو كيف عرفت إن غضب الحوت من الاكسسوارات ؟ ضحك محمد وقال: ياسيدي الحيتان لاتغضب من الاكسسوارات بل تغضب من لمعانها لإنها تعتقد إن هذه اللمعة تخص بقايا الاسماك التي تعودتم ان ترمونها في البحار لذا بدأت تربط هذه الحيتان بين الاكل وبين القارب لهذا تأتي مسرعة كأنها غاضبة والاصح هي تشعر بالجوع وترى سفينتكم طوق النجاة لها من خلال رميكم لبقايا الاسماك . نظر حسام اليه قائلاً ومن الذي منحك هذه المعلومات القيمة ؟ قال محمد والدي رحمه الله لأنه كان جزءاً من طاقمك ياسيدي .حسام ماذا ؟ ومن هو والدك ؟ محمد .عبد الكريم القصير ياسيدي .هل تتذكره وتتذكر كلمة الصغير ؟ أجاب حسام هذا الشبل من ذاك الاسد والله ،وكيف لا اتذكرها وأنا من أطلقت هذا اللقب عليه لقصره لكنه كان اشجع وافضل الرماة على الحيتان والاسماك الكبيرة التي لانستطيع أن نصطادها بالشباك . وأنت وهو تمنحاني دروساً في الحياة لو قرأتها بالف كتاب لما وجدتها ابداً .وهكذا اصبح محمد نائب القبطان من خلال تنفيذ وصية والده بإتخاذ الحكمة والعقل عند الشدائد .
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )