قصة سليمة والقطار الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة سليمة والقطار الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة سليمة والقطار الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


انا شابة جميلة ذات شعر مجعد قليلا ً مثقفة جريئة نوعاً ما طالبة مرحلة ثانية اعلام ذكية لدرجة إنني كنت اذهل الجميع بإجاباتي في المحاضرات من غير أن يتوقعوا قدراتي هذه.في يوم الاثنين وأنا ذاهبة لجامعتي صادفتني إمراة مسنة ظهرت أثار التعب عليها والشيب غطا بعضا ً من وجهها وقالت لي: مرحباَ بك ياعزيزتي ،هلا قلت لي اين يسكن الطبيب الجديد حسن ؟ نظرت اليها وانا مستغربة من كلامها فلا يوجد هذا الاسم في شارعنا ابدا .لكنني تألمت من وضعها وقلت في نفسي ،لو قلت لها لاوجود لهذا الاسم هنا ،ماذا سيحدث لها ؟ ومن هو حسن الذي تبحث عنه ياترى ؟ وكيف هو طبيب ولانعلم بوجوده ؟ وهنا خطرت لي فكرة مقنعة !!! قلت لها : ياخالة :امي في البيت هلا تدخلين معي وتجلسين الى ان أتي من الجامعة لأنني على وشك ان أخسر امتحاني الان ،وامي تجلس لوحدها وتحب التكلم مع النساء الكبيرات جداً لانكن خبرة الحياة .نظرت الي وقالت: حسنا حسناً ،هيا نذهب .وفعلا اوصلتها الى بيتنا وتركتها مع والدتي وقبل المغادرة وجدت الفرحة قد غمرتهما الاثنتان معاً .وبعد انتهاء المحاضرة ركبت الباص لأعود الى بيتنا وهنا !!!..... ظهرت لنا سيارة كبيرة حاولت ان تجعلنا ننحرف عن طريقنا وماإن نظرنا الى سائقها حتى تفاجئنا جميعا؟؟!!أنظروا انظروا قال احد الركاب : السيارة تسير لوحدها وهنا دب الرعب والخوف في ارجاء الباص خوفاً من الموقف هذا ،وبدأت ايات الذكر تتلى في كل مقعد الا واحد كان جالس بالقرب مني وينظر للجميع وهو يسخر منهم بأبتسامته العريضة واسنانه الصفراء دلت على كثر تناوله للسكائر او غيرها التي تجعلها صفراء وهنا ....!! نظر الينا جميعا وقال :لن تترككم روح مستر سميث ابداً فهناك من في الباص من قتله وهو يطالب بثأره ،ثم ضحك ضحكات عالية جعلت الجميع يشعر بالانزعاج منه وهنا اختفى فجأة هذا الرجل ؟؟ مما ولد خوفاً شديداً وخاصة من قبلي .لقد كان يجلس بقربي وشعرت بحرارة جسمه تشعل جلدي لكن الموقف جعلني ادقق بالسيارة التي تسير بدون سائق لكن يالله يالله ؟ ماالذي افكر فيه هل هذا واقع ام فكرة مجنونة من صنع خيالي اللعين ؟ ياترى هل انا الوحيدة التي ترى ذلك ام الجميع ومرت اللحظات على الجميع كأنها سحابة سوداء رمت بسوادها على الناس والبستهم لونها وتركتهم يغرقون به كأنها تقول لهم هذا مصيركم فتحملوه.ومرت اللحظات وأنا جالسة بدون ان اصدر صوتا ً خوفاً وفزعاُ من المنظر المرعب وهنا ....!! سمعت صوت يقول لي: سليمة سليمة لماذا تجلسين الى الان؟؟ هيا اخرجي لتعودي الى بيتك لانهم من المؤكد قد شعروا بالخوف عليك ؟ وماان نظرت الى جهة الصوت حتى وجدت محمد اخ صديقتي نوال .قلت له كيف هذا لقد كانوا جميعا ً هنا لايستطيعون الخروج وانا اسير بخطوات خائفة لاتعلم هل الذي حدث حلم ام حقيقة وكيف حقيقة وأنا لم اجد أحد غيري في الباص ول ولا محمد لما استطعت العودة الى البيت ابدا .لكن محمد وجدني متعبة ولست بوضع يساعد على السير لوحدي وهنا قال لي ضاحكاً :ماذا بك هل حدث لك شيء جعلك بهذا الوضع ام ماذا ؟ قلت له : محمد لو قلت لك شيئاً هل ستصدقني ؟؟ قال :نعم بالتأكيد .قلت له ماحدث وفجأة توقف ونظر الى وكأنه يقول لي ان ماحدث حقيقي وإن روح مستر سمث فعلا تظهر للاشخاص لكن لأشخاص يشعر انهم طوق نجاته من الذي يعانية خلال سنوات .قال محمد : أنظري ياسليمة ... سوف اذكر لك شيئاً لطالما اردت أن أخبرك عنه لكنني تردت كثيرا ً والان عليَّ أن أخبرك بما حدث منذ سنوات طويلة ؟؟؟ لقد كنت وأنا في عمر ال١٤ سنة أسمع من والدّيَ إن في ذلك المكان الذي ظهر فيه الشبح كان هناك محلاً لصنع الاحذية وترقيعها وكان صاحب المحل اجنبي اسمه سميث وكان هذا المحل يعود لشخص اخر قد أجره له مقابل مبلغ بسيط حسب ماكان متعارف عليه سابقاً وفجأة ....!!؟؟ سمعنا إن في داخل هذا المحل يوجد كنز كثير تركه جد صاحب المحل الاصلي ولم يعرف عنه احد أبداً الا عندما حانت منية والده صاحب المحل الذي اسمه سالم ولهذا أخبر ابو سالم إبنه سالم بالامر فقرر سالم أن يستولي على الذهب لكنه لايستطيع ذلك بسبب إيجاره لسيد سميث ففكر بحيلة ما ليخرج السيد سمث من المحل فبدأ بإرسال أشخاص يضايقونه .لكن السيد سمث كان مؤدباُ وهادئاً وذكياً .فتراجع جميع من كان يضايقه .ففكر سالم بحيلة اخرى الا وهي وضع بعض الحشرات في المحل التي تكون مؤذية جداً فتجبره على الخروج مستسلماً لها تاركاً المحل من غير رجعةٍ لكن فكرته باءت بالفشل ايضاً وهنا قررت أن يقتل السيد سمث لكن طريقة القتل كانت بشعة جداً إذ دخل عليه وهو غارق في الشغل وبينما هو  يعمل ضربه من الخلف ضربة اسقطته على الارض وبدأ بغلق الباب وبعد فترة بدأ بإخراج اكياس سوداء من المحل .نظر الناس اليه بدهشة مستغربين تواجده في المحل .لكن لا أحد كان يجرأ على التحدث معه لأنهم يعلمون مدى سوء أخلاقه وسلاطة لسانه .ومرت الايام وباب المحل مفتوح لايستطيع احد ما ان يرى ماسبب فتحته وفجأة؟؟!!... سمع الناس صراخ زوجة السيد السمث وهي تقول بإن سالم هو الذي قتل زوجها !! وظل الاتهام مستمر الى ان استسلمت الجهات المعنية من وجود دليل على ضد سالم ،إذ إن الجميع ظل بعيداً كي لايتعرض لبطش سالم حتى وأن كان داخل السجن وهنا!! نظرت الى محمد وقلبي ينبض بقوة وشعرت أن يداً قد لامست كتفي فأردت أن أنطق واخبره عما اشعر لم استطع ،لكنه شعر بي وبدأ يتكلم مع شخص بلغة لاافهما وهنا !!! شعرت أن اليد قد رحلت لكن ليس بعيداً فقلت لمحمد أرجوك ساعدني في خطواتي أشعر بإني سوف اموت الان .ماهذا العذاب ياالهي وهنا....؟؟ قال لي محمد لاتتكلمي هكذا والا سوف تنالين ماتستحقين .سكت وبدأت بالسير نحو البيت وماإن وصلت حتى وجدت السيدة وأمي في الباب ينتظرونني وماإن رأيت امي حتى ارتميت بحضنها باكية وهي في حالة ذهول مماترى ؟؟الصبح ضحكاتي تملىء البيت والان صرخاتي ودموعي تنهمر على كتفها ووجهها .ماالذي حدث لابد إن هناك شيئاً قوياً لااعرفه ؟؟ ترى ماهو ؟؟ هكذا قالت أمي وفجأة ....سمعت صوت محمد يقول لها إتركيها تذهب الى فراشها فقد كان اليوم صعبا ُ عليها .وبدأت خطواتي تتحسن لأنني في بيت أهلي أعز الناس لي لأنهم الامان الحقيقي بعد الله طبعا .وماان رأيت سريري حتى إرتميت عليه باكية غير مقتنعة بماحدث وفي عقلي افكار تراودني امعقول أن يحدث هذا ونحن ندخل عام ٢٠٢٥ هل هذا حقيقي ام خيال وبين دمعة واستغراب ونحول لم اشعر الا وأنا حبيسة نوم عميق لم أشعر به ومرت الساعات وأنا نائمة غير مدركة مرور الساعات والدقائق وبعد الساعة العاشرة والنصف مساءً رن هاتفي فاستيقظت وانا افرك بعيني لكنني لم اتذكر ماحدث وما إن رفعت الهاتف حتى ظهر صوت اعرفه ....مساء الخير: مساء النور يامحمد .كيف أمسيتي .بخير والحمد لله.والخوف كيف هو لديك ؟ قلت بإستغراب شديد؟خوف!! ولماذا اخاف يامحمد ؟ ؟ سكت محمد للحظة وقال لي: لاشيء لاشيء كنت أمزح معك .حسنا حسنا.سوف اتركك لترتاحي .قلت له شكراً وأغلقت الهاتف فوراً وهنا بدأت للاستعداد ليومي الباقي .فذهبت الى أمي ووجدت المرأة المسنة مازالت موجودة .فأستغربت وقلت لأمي : اماتزال هنا هذه المراة ياامي ؟؟فقالت نعم لم تستطع مغادرة المكان من شدة قلقها عليك !! نظرت الى امي وأنا مندهشة من حديثها اي حادثة حدثت لي جعلت الجميع يشعرون بالذعر لمااصابني .وماالذي اصابني فعلا !!!؟؟ وهنا قلت لأمي سوف اخذ حماماً ساخناً علي اعرف ماالذي حدث لي ولهم .ضحكت امي وقالت لي : حسناُ حسناً أيتها المجنونة الصغيرة.وبدأت بتحضير حمامي الحار وهنا ....!! شعرت بإن أقداماً سبقتني الى موضع الحمام فبدات بالصراخ وتذكرت ماحدث وهنا.....  بدأ الجميع بالركض بأتجاه الصوت وهنا دخل الجميع فوجدوني مستلقية على الارض والدماء تنساب من رأسي فبدا الصراخ والنواح من قبل الكل . وبدأ الجميع بالأسراع في نجدتي وفعلا كنت في الساعة الواحدة في طوارىء مستشفى قريباً من بيتنا ومرت الساعات واللحظات ولم يعلم اهلي ماحدث لي وفجأة خرج اليهم طبيب شاب فارع صاحب عينان واسعتان خضراوتان حنطي اللون وقال لهم وهو مبتسم: لاتقلقوا لقد زال الخطر عنها والحمد لله .
اما أنا فلم أكن أعلم ماذا حدث لي ؟؟ لكن هذا مااخبرتني به ليا أختي الصغرى .ومرت الايام وانا في المستشفى وماإن تحسنت حالتي حتى أمر الطبيب بالخروج وهنا بدأت أفكر واقول هل سأغادر هذه المستشفى بعد شهر من تواجدي فيها وهل أترك اليد التي كانت احن يدا لي بعد امي وابي واخواني واخواتي ، وفجأة سمعت صوت أختي ليا تقول لي: مااروع الزمن الذي يجعل منك زهرة يحب أن يرعاها الجميع .فنظرت اليها بإستغراب قائلة لها: ماذا تقصدين بحديثك هذا؟؟ قالت الطبيب حسن .لقد قال لوالدي إنه على استعدادٍ لمساعدتك ورعايتك في البيت .وقد وافق والدي في الحال . وهنا .... شعرت بإن قلبي قد إزدادت نبضاته وأصبح سريعا ً جداً ويدي ترتجفان خوفاً ام فرحاً وهنا قالت لي ليا هيا ارتدي ملابسك لنخرج الان من غير عودة والحمد لله.وفعلا ارتديت افضل مالدي لأن أمي كانت تعتبر إهتمام البنت بنفسها وبملابسها كأهتمامها بثقافتها وأخلاقها .وهنا اخذت اختي بيدي وبدأنا نسير معا وماان وصلنا الى باب الخروج حتى وجدت الطبيب حسن وهو قادم نحونا قائلا لي: لااريد أن اراك هنا بعد الان يامشاكسة .نظرت اليه وعيني بين معجبة وبين خجولة اسرق نظرة من عينية وهنا ... شعرت بإختي تقول لي إن الطبيب يتحدث معك ؟فقلت لها أعلم بالامر فضربتني بقدمها بشكل مفاجأ معلنه استغرابها بعدم الكلام والاجابة لكلامه فقلت له:لست بمشاكسة بل حدث أمر فوق طاقتي ولم يتحمله عقلي ...؟؟ نظر اليه قائلاً حسناً حسناً سوف نرى ماالذي حدث لك جعلك تنتكسين هذه الانتكاسة القوية .موعدنا يوم الاحد القادم في الساعة الخامسة مساءً .وهنا ظهر ابي متجها نحوي فأنحنى على راسي وقبله قائلاً لي: لقد ارعبتنا عليك يا فؤادي .الا تشعرين بالخوف علينا اذ اصابك مكروه ما ؟ نظرت اليه واخذت يده وقبلتها قائلة له: فداك الكون كله ياابي وماان رفعت رأسي حتى وجدت نظرة قوية أشعرتني بالخجل صدرت من الطبيب حسن وهنا ابعدت نظري عنه لاتلافى اي شعور قد اظهره له .وبدأنا بالخروج فقال ابي له: سوف ننتظرك يادكتور .قال حسن : بكل سرور ياسيدي .ومرت الايام وجاء يوم الاحد ومرت الساعات واصبحنا في الموعد المحدد للطبيب حسن .وماان اصبحت الساعة الخامسة حتى رن جرس الباب .فتوجهت عاملة المنزل لفتح الباب وماان فتحتها حتى ظهر بأناقته وهيبته وطوله الفارع الذي يجعلك تخجل من النظر اليه .وهنا ظهر اخي سعد وقال له: أهلا وسهلا بك .لقد تكرمت علينا بحضورك فقال حسن: لاتقل هذا انه من واجبي أن اطمأن على من راعت جدتي في غيابي .نظر سعد اليه قائلاً : جدتك ؟؟ ومن تكون ؟؟ قال حسن : إنها المرأة المسنة التي كانت حاضرة هنا قبل اسبوع من حادثة اختك سليمة .تذكرها اخي سعد وقال : نعم نعم لقد تذكرتها .اهلا وسهلا بك وبها .وهنا طلب حسن من سعد التوجه نحو غرفتي .وماان دخل حتى بدأ يتفحصها بدقة وظهر أثار الانبهار بها وبترتيبها .وبدأ البحث عن موضوع ليتحدث معي فقال: إذا هذه غرفة السيد سمث ؟؟ وماان سمعت الاسم حتى انتابني شعور غريب بالخوف والرغبة بالبكاء لكن الطبيب حسن استطاع أن يبعد الخوف عني قائلاُ لي: لقد ارهقت نفسك كثيراً بالدراسة لدرجة إنك بدأت بالارهاق وتخيل أشياء ليس لها وجود .نظرت اليه مستغربة قوله !! ليس لها وجود ومحمد الذي تكلم معي ولولا وجوده لكنت من الهالكين ؟ نظر سعد بإتجاهي قائلا ً محمد ؟ ومن هو محمد؟ قلت له إنه اخ صديقتي نوال الا تتذكره ؟؟ نظر في عيني وقال لي : وهل لك صديقة اسمها نوال ولااعلم بها ؟؟ وهنا ....!! تملكني الخوف والاستغراب بنفس اللحظة لكن الطبيب حسن بدأ يهون عليه قائلا ً لي: لاتخافي لاتخافي لقد أصابتك حمى شديدة جعلتك تعيشين الحلم كأنه الواقع فلا بأس عليك .نظرت الى ليا قائلة لها: ماالذي يتحدثون عنه ؟ قالت ليا: لقد كنتي في المحاضرة قرب الشباك وكان الجو حاراً جداً وبعد الانتهاء من المحاضرة إتفقت مع زميلتيك نور ونبراس بأكل شيء من كافتريا الكلية .لكن سبحان الله كان الاكل معرضاً للذباب وصاحب الكافتريا كان دائم الاستخدام للسائل الدهني فأصبح غير صالح للاستعمال وماان وضعت الاكل في فمك واكملته حتى بدأت بالصراخ من الالم وسقطت فحملوك الى البيت وانتي مصابة بحمى شديدة وماان حاولت أن اخفف عنك الالم بغسل وجهك حتى سقطت على الارض واصابك مااصابك .نظرت اليهم قائلة : والباص والشبح والناس واليد التي تلمسني ؟؟ نظر الجميع قائلين إن إرتفاع الحرارة يولد اكثر من ذلك .وهنا علمت أن ماحدث لم يكن سوى هذيان احلام الحمى .وبعد اسبوع جاء الطبيب حسن طالباً يدي وأصبح الحلم الوحيد الذي كان حقيقاً واقع حال لي كما رغبت له والحمد لله فمااسعد لحظات عمرك وأنت ترى كل من حولك بقربك يزرعون زهور الحب لك من كل جانب لتعيش معهم في امان وراحة بال .
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ، القصة تعود لأستاذة جزائرية اسمها سليمة بن لخضر

تعليقات