قصة علي وشاحنته الكبيرة الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة علي وشاحنته الكبيرة الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة علي وشاحنته الكبيرة الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية


كان ياما كان كان هناك شاب عرف بعمله الدقيق وامانته في عمله وكان محبوب من الجميع وفي يوم من الايام قرر أن يطور من حالته المادية بأن يشتري شاحنة كبيرة تسد الشيء القليل من حياته المادية لكنه لم يعلم إن هذه الشاحنة سوف تكون سر سعادته الابدية .كان علي وهذا هو اسمه يتنقل بشاحنته من مكان لاخر طلباً للرزق وساعياً له ،وفي يوم من الايام جاءه صديق كان قد هجره لظروف قد مر بها وقال له :هل استطيع أن أسرك بشيءٍ محرج لي لم اذكره لاحد من قبل؟؟ قال علي: إطمئن سرك في بير لا يعلمه غير الله وانا .قال حسن صديقة الذي يتكلم معه : كنت قد سافرت في رحلة الى الجزائر لطلب الرزق .وكان هناك رجلاً لديه محل لبيع الاحجار الكريمة، وكنت قد طلبت منه أن اعمل عنده فوافق في الحال لما راه من حالي ووضعي البائس بسبب ظروفي المادية الصعبة وخسارتي في بلدي ،وبعد أن عملت معه كنت اميناً معه في بيعي وتجارتي لهذا فقد طلب مني أن اتقدم لخطبة ابنته لانها وحيدته ويخاف عليها من ظلم الناس وغدرهم .وفعلا ً نفذت كلامه لأنني اعلم مقدار اخلاقه واخلاق عائلته .وبعد الزواج توفي صاحب المحل واصبح المحل لزوجتي ،لكنها لاتعرف كيف تديره فطلبت مني إدارته وبعد أن وافقت وفقني الله فيه حيث اصبح عدد المحلات مجمع واستطعت شراء دارٍ جديدة ٍ لي ورزقت بأجمل فتاة وصبي سميتهما عصام وكريمة لكن السعادة لاتدوم فقد تعرضت لمرض جعلني أبتعد عن المحل وسلمته لشخص كان يعمل عندي وكنت أظنه اميناً في عمله لكن الذي حدث عكس ذلك فقد سرقني وأخذ ماأملك ونسبه لنفسه .ولم أستطع أن أحصل على شيء منه الا مبلغ بسيط يجعلني أعود الى بلدي مع عائلتي. علي: وأين مجمعك وكيف استطعت أن تسكت على سرقته وتترك حقك له ؟؟ حسن : لقد تشاجرت معه وفي حالة غضبٍ مما جرى ضربته بآلة حادة على رأسة أودته قتيلاً وأنا الان مطلوب في تلك الدولةِ.قال علي: حسنا حسناً تعال معي والصباح رباح .وبات حسن في بيت علي ولم يكن يعلم إن ماحدث لحسن هو مجرد كذبة ليسرقه ،إذ كان يعلم حسن بعلي ومقدار ماتحوي خزنته من اموال وذهب إذ سمع من احد الاصدقاء إن علي قد اشترى سيارة كبيرة (شاحنة ) ويستخدمها في نقل النفط وبدأ الخير يتدفق اليه من كل مكان واستطاع بذكائه شراء شاحنات كثر وانعم الله عليه بزوج اخت كان له سنداً له في عمله وبدأت مشاريعهم بالتوسع والحمد لله.نام الاثنان وعلي مطمئن لحسن لكن هناك شخص في البيت كان الحارس لعلي ورزقه الا وهو الله سبحانه وتعالى .نهض حسن بعد أن تأكد إن الجميع قد نام وتوجه نحو غرف البيت يفتحها بهدوء كي يطمئن إنها لاتحوي أحد وهنا....؟؟!! ظهرت فتاة محجبة لحسن وهي مستغربة تقول له : ماالذي تريده ياعم !! إن مكانك جنب أبي وللبيت حرمة يجب أن ترعاها ؟؟ نظر اليها قائلاً: أعتذر يابنيتي لقد غلبني العطش وكنت أبحث عن مايرويني فهلا جلبتي لي بعض من الماء نظرت اليه وفي عينها نظرة عدم ثقة وعد تصديق له لأن الذي يرغب بالماء لا يسير كالصوص.لكنها لم ترد أن يقال عن أبيها إنه لم يكرم ضيفه وغدر به .ومرت الساعات وحسناء ابنة علي لم تغمض لها عين قلقة من صديق والدها لكن كيف تثبت لوالدها خبث ولؤم صاحبه .وبعد أن أصبح الصباح ،إستيقظ علي وبدأ يوقظ من في البيت إستعداداً لاكرام الضيف وعند موعد الفطور طلب علي من حسن الاستعداد لتناول الفطور وفعلا ً تقدمت حسناء وأمها وميساء أختها الصغرى وهن يحملن مالذ وطاب من الافطار .ووضعنهن على الطاولة وخرجن ،فطلب علي من حسن التوجه نحو الفطور لأن لديه خبر سار له .وماان اكملوا حتى قال علي لحسن: لقد قلت إنك وثقت بالشخص الغير مناسب فغدر بك أما أنا فسوف أضع ثقتي بك لأنني اعلم مقدار أمانتك وصدقك وحفظك لي .وهنا كانت حسناء تستمع لكلام والدها والحزن يعم في عينيها لأنها تعلم مقدار خيانة صديقه له لكنها لاتستطيع أن تذكر ذلك لوالدها خوفا ً عليه لكن هذا لايمنع من أن تحذره منه ومرت الساعات وبدأ علي بإخبار حسن عن نيته بمنحه واحده من شاحناته ليعمل بها والرزق يكون مناصفة بينهما .لم تستطع حسناء السكوت فذهبت الى والدتها وذكرت لها مارأت فكان رد والدتها بأن لاتخبر أحد عما حدث وسوف تلقنه هي الدرس لكي لايغدر بمن يثق به .ومرت الايام واصبح لحسن بيت صغير بعد أن فضل عليه الله من الخير وفكرت زوجة علي بفكرة وهي أن تبين لعلي إن من ساعده سوف يغدر به فعليه أن يكون حذراً منه ولايأتمنه لان الذي يخون ويغدر لايتوقف عن غدره ابداً وبدأت تفكر بطريقة تبين لزوجها صورة حسن وهنا قالت ميساء: ياامي إن لي فتاة جميلة وذكية ايضا نستطيع أن نطلب منها العون فهل تسمحين لنا بذلك ؟؟ . ومرت الايام وميساء تتناقش مع والدتها وفعلا ً إستطاعت ان تتفق مع صديقتها بلقيس في اعداد خطة للايقاع بحسن .فقالت بلقيس إن لدي خطة لن يستطيع أحد أن يفلت منها .حسناء وميساء والام قالوا جميعاً : وماهي ؟؟ ضحكت بلقيس وقالت : سوف اطلب من حسن أن يشغل لي بعض الاموال وسوف امنحه مالاً كثيراً ليطمع به وأجعل علي شاهداً عليه .وفعلا ً ذهبت الى بيت حسن وقالت له: إن كرم اخلاقه وأمانته قد وصلت الى منطقتهم وهي امراة لاتستطيع الخروج للعمل بسبب زوجها المقعد وترغب أن تمنحه مالاً ليشغلها معه فقد عرفت بأمانته ومساعدته للناس .وماإن أخرجت المال الكثير حتى ذهبت عين حسن عليها وطمع فعلا ً وفرح لطلب المرأة لكنها قالت له: أنت تعلم إن الحياة تعلمنا أن نكون حذرين دائما وانا لااقصد اهانتك من طلبي هذا لكن الحذر واجب .فقال لها حسن وماالذي تطلبيه مني؟؟ قالت بلقيس لقد سمعت إن هناك صديق لك امين ايضاً وصاحب اخلاق لاتقل عن اخلاقك وشهامة يعلمها الله فأرغب أن يكون شاهداً بيني وبينك وارجو أن لايزعجك هذا الامر أبداً .قال حسن طبعا لايزعجني وقد إخترت الشخص المناسب فعلاً .وهكذا جاء علي وتم العقد بين الطرفين ومرت الايام والاشهر وبلقيس تنتظر الارباح من حسن لكن حسن لم يذكرها أبداً وكما توقعت وهنا......؟؟ طرقت الباب على علي وقالت له: مرحباً ياعم انا بلقيس المراة التي كنت شاهداً على عقدها !! علي اعتذر اي عقد؟؟ بلقيس اتذكر حسن عندما طلب منك أن تكون شاهداً على عقد توسيع وتشغيل مال امراة ما؟؟ علي نعم نعم .قالت انا تلك المراة ومرت ٤ اشهر ولم احصل على شيءٍ منه .قال علي وكيف ذلك .هيا بنا نذهب اليه .لكن بلقيس قالت له: بل اذهب انا ثم تأتي بعدي وتكون خلف شجرة قريبة من الدار بحيث لايراك ابداً وتسمع حوارنا وماان ينكر حقي تخرج له وتذكره به.ضحك علي وقال لها: إن حسن ارقى من أن يفعل ذلك .فقالت له حسناًاذا دعنا نفعل ماقلت لك وإن كان ماتقول حقيقياً فقد كسبت مالي واخ سنداً لي في هذه الحياة .وفعلا ً فعل ماقالته له وماان وصلت الى دار حسن حتى طرقت الباب وخرج حسن وماان راها قال لها:نعم ماالذي تبحثين عنه يامراة ؟ تعجب علي من كلام حسن لكنه لم يتحرك حتى يتم الاتفاق الكامل بينه وبين بلقيس .فقالت بلقيس: اني لي عندك مال كثير واتفقت معك أن تزيده لي وتشغله مع اموالك لامانتك و لحاجتي الشديدة لهذا المال جئت اليك طالبة منك منحي إياه  فقد مرت ٤ أشهر ولم احصل منك على شيء؟؟ قال حسن : وما الذي يثبت إن لك مالاً عندي ؟ قالت الله ثم صاحبك علي .قال حسن إن الذي بيني وبينك يعلمه الله وانا كفيل بالاستغفار لله لانه يعلم سريرتي اما علي فقد رحل بعيد .وماإن سمع علي كلامه حتى قفز سريعاً قائلا ً : بل كذبت والله اني موجود هنا اما الله سبحانه وتعالى فأنه فعلا ً اعلم بسريرتك ونيتك السيئة ففضحك امامي واذ لم تعطيها ماجاءت اليه ستكون عاقبتك وخيمة جداً والسجن بيتك الجديد .فزع حسن عندما رأى علي واستسلم لكلامه وامره ومنح المراة مالها والزيادة فيه .وهنا عرف علي صديقه على حقيقته وإنه ليس كل مايقال صحيح والانسان يتغير بمرور الايام فعلينا الحذر من اصدقائنا ومن نتعامل معهم لان النية الطيبة توقع بصاحبها في المهالك وهكذا نجحت بلقيس في كشف الحقيقة بالتعاون مع زوجة علي وبناته الاثنتان والحمد لله .
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات