قصة امجد و الصدق الكاتب : الأستاذ محمد مصطفى النصري

قصة امجد و الصدق الكاتب : الأستاذ محمد مصطفى النصري / السودان

امجد و الصدق الكاتب : الأستاذ محمد مصطفى النصري


كان يا مكان في قديم الزمان، طفل صغير يدعى أمجد. كان أمجد يعيش مع والديه في منزل جميل تحيط به حديقة كبيرة مليئة بالحيوانات. كانت الحديقة تحتوي على بط ودجاج وأغنام، وكان أمجد يحب قضاء وقته في إطعام الحيوانات مع والده. كان أمجد طفلاً سعيداً وصادقاً مع والديه، وكان الجميع يحبونه.وفي أحد أيام الخميس، استيقظ أمجد مبكراً كعادته، ولكنه لاحظ أن والده كان مشغولاً ببعض الأعمال المنزلية ولم يتمكن من إطعام الحيوانات. فنادى الوالد على أمجد وطلب منه أن يطعم الحيوانات بدلاً منه. ففكر أمجد في نفسه: “أريد أن أبقى في المنزل مثل أبي، سأكذب كذبة بيضاء لن تضر أحداً”. لم يفكر أمجد في أن الكذب هو الكذب، فقال لوالده بصوت خافت: “أنا مريض يا أبي، لا أستطيع إطعام الحيوانات”.صَدق الوالد أمجد وذهب ليراه بشفقة. تمارض أمجد وأخذ يتظاهر بالمرض. حن قلب الأب وأخذ يعتني بأمجد تارة، ويطعم الحيوانات تارة أخرى، ويقوم بالأعمال المنزلية تارة ثالثة. مر اليوم ببطء، وجاء المساء، وجاءت لحظة الذهاب إلى المنتزه. تذكر أمجد المنتزه وقال لوالده: “أبي، هل سنذهب إلى المنتزه الآن؟” نظر الوالد إلى أمجد وقال: “أنت مريض ومتعب، يجب أن ترتاح. سنذهب إلى المنتزه الأسبوع المقبل”. شعر أمجد بالألم وقال: “أنا لست مريضاً”. ظن الوالد أن أمجد طفل يحب اللعب، فأخذه إلى المنتزه مشفقاً عليه.مر يوم الجمعة، وخلال الأسبوع، شعر أمجد بالملل وتذكر فوات يوم المنتزه. أدرك أمجد أن الكذب يضر، وأقسم ألا يكذب بعد هذا اليوم. تعلم أمجد درساً مهماً في حياته، وهو أن الصدق هو الطريق الأفضل دائماً.

في الأسبوع التالي، استيقظ أمجد مبكراً وذهب إلى والده قائلاً: “أبي، أنا آسف على ما فعلته الأسبوع الماضي. لقد كذبت عليك، وأنا أعدك أنني لن أكذب مرة أخرى”. ابتسم الوالد وقال: “أنا فخور بك يا أمجد لأنك تعلمت من خطأك. الصدق هو أفضل طريق دائماً”.

ذهب أمجد ووالده إلى الحديقة وأطعموا الحيوانات معاً. شعر أمجد بالسعادة لأنه كان صادقاً مع والده. وبعد أن انتهوا من إطعام الحيوانات، ذهبوا إلى المنتزه وقضوا وقتاً ممتعاً معاً. لعب أمجد في الألعاب واستمتع بوقته مع والده.

مرت الأيام، وأصبح أمجد أكثر صدقاً مع والديه ومع نفسه. تعلم أن الكذب لا يجلب سوى المشاكل، وأن الصدق هو الطريق الأفضل دائماً. أصبح أمجد مثالاً يحتذى به بين أصدقائه، وكان الجميع يحبونه ويحترمونه.

وفي يوم من الأيام، جاء صديق لأمجد وقال له: “أمجد، لقد كذبت على والدي وأشعر بالذنب. ماذا أفعل؟” أجاب أمجد: “يجب أن تكون صادقاً مع والديك. أخبرهم بالحقيقة واعتذر لهم. الصدق هو الطريق الأفضل دائماً”.

استمع الصديق لنصيحة أمجد وذهب ليعتذر لوالديه. شعر بالراحة بعد أن اعترف بخطأه، وشكر أمجد على نصيحته. أدرك أمجد أن الصدق ليس فقط يجلب السعادة له، بل يساعد الآخرين أيضاً.

وهكذا، عاش أمجد حياة سعيدة مليئة بالصدق والمحبة. تعلم أن الكذب لا يجلب سوى المشاكل، وأن الصدق هو الطريق الأفضل دائماً. أصبح أمجد مثالاً يحتذى به بين أصدقائه وعائلته، وكان الجميع يحبونه ويحترمونه.

معلومات مصدر القصة 
الكاتب : الاستاذ محمد مصطفى النصري السودان

تعليقات