قصة الفتاة ذات البشرة السوداء والبئر الناطق الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة الفتاة ذات البشرة السوداء والبئر الناطق الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
كان ياما كان كانت هناك فتاة صغيرة ذات بشرة سوداء تسكن مع أمها المقعدة وكانت بشرتها سبب في حزنها وتنمر الاطفال والناس عليها ولكن رغم الألم والحزن الذي يصاحبها لكنها لم تجعل حياتها بائسة بسبب هذا التنمر بل إتخذت وصية والدتها سنداً لها في الثقة بالنفس وعدم الاهتمام بأراء الغير في تقييم نفسها عليهم وأعتمدت حديث رسولنا الكريم في قوله صلى الله عليه وسلم "إنَّ الله لا يَنظُرُ إِلى أَجْسامِكْم،وَلا إَلى صَوَرِكُمْ،وَلَكِن يَنظُرُ إِلَى قَلُوبِكُمْ وأعْمٕالِكُمْ " لذا كانت تشعر إن الجمال في الاخلاق وطاعة الله وبينما هي تسير كعادتها بإتجاه البئر الذي تجلب منه الماء إذ ظهر لها أرنب صغير الحجم متعدد الالوان وقال لها: مرحباً بك أيتها البنت الجميلة .نظرت اليه فرح مستغربة مصدومة من هذا الموقف ؛ فهل هناك حيوانات تنطق!! وهل يستخدم لغتنا ايضا ويفهمنا وهنا..... فاجئها الارنب بقول : أنا متأكد من مفاجئتي لك بالنطق لكن إعلمي أن المكان الذي فيه أنت الان كله مفاجأت ؟؟ قالت فرح وما هي تلك المفاجأت ؟؟!! قال الارنب تقدمي نحو البئر الذي تعودت أن تأخذي الماء منه يومياً وأسأليه ماتحتاجين .ضحكت فرح مستغربة من كلام الارنب ،لكنها فكرت بجدية في كلامه فأن كان هو مفاجئة فمن البديهي أن تكون هناك مفاجأت كثيرة تحدث لها .وهنا بدأت فرح بالتفكير بشكل جدي قائلة للبئر : يابئر لقد كنت أحدثك دائما ً بما أتمنى وأرغب فإن كنت تعلم ماأرغب به امنحني إياه من غير زيادة او نقصان .ضحك الارنب لقول البنت بشكل جعلها تنظر اليه محاولة اعطاءه درس في الاخلاق لكنها تذكرت قول ونصيحة أمها وهنا ....!!! بدأ البئر بالتكلم مع الفتاة قائلاً لها : يافرح لقد كنت أستمع الى دعائك الكثير في تغيير شكلك ليكون مقبولا لديك وللأخرين وأنا قادر على فعل ذلك لكني ارغب أن أمنحك شيء يسر ناظريك وقلبك معاً فهل ترغبين بحياة سعيدة ام بعمر مبارك يتخلله الفرح والسرور والعز بإذن الله ؟؟ فرح وماالفرق بينهما يابئر ؟؟ البئر الحياة السعيدة معناها أن لايصيبك من إمتحانات الله لك من بلاء في هذه الحياة فلا تجازين عليها أبداً لأنك طلبت الخير فقط وهذا محال في هذه الدنيا ،أما العمر المبارك فهو تحملك للحياة بحلوها ومرها لكنك تثابين على كل ماتجنيه من أهات وألم بالحمد والشكر لله تعالى فيكون ثوابك هو عمر مبارك مديد يتخلله الفرح والسرور لأنك مؤمنة بقضاء الله وقدره خيره وشره فتكون أيامك خير لك بقناعتك بكل ماقدره الله لك لذا تصبح الايام عندك مجرد أرقام والسعادة بمقدار ماتعملين بهذه الارقام من خير .نظرت فرح الى الأرنب مستغربة من منطق هذا البئر قائلة للأرنب : أرنوبي لماذا ضحكت مني عندما سألت البئر بما جال في خاطري سابقاً وما البلاغة التي يمتلكها هذا البئر بالله عليك ؟؟ الأرنب : لقد ضحكت لأنني اعلم مقدار إعجابك بلغته القوية عندما يحدثك اما بلاغته فهو سر منحه الله له ،فكل مخلوق يملك من الاسرار البلاغية والادلة الكونية مايعجز اللسان عن ذكرها لكثرتها .ضحكت فرح وقالت كنت مستغربة من جمال الالفاظ عند البئر والان أذهلتني بعباراتك الاجمل .وهنا!! قال البئر :والان أتريدين تغير الشكل أم المضمون ؟؟ قالت فرح بل أرغب بدواءٍ يعالج أمي ليكون عمري مبارك كما قلت . فرح الاثنان وقال البئر لفرح : بل سوف أمنحك الدواء وشيئاً يتمناه من لايمتلكه ويسعى الى الحصول عليه ؛ فرح وما هو ؟؟ البئر : خذي هذا ألإناء وأرمه في القعر الخاص بي وعندما يصل الى القاع أقول لك متى تخرجينه .وفعلاً فعلت فرح ماأمرها به البئر وهنا....؟!! رمت الأناء وماإن سمعت صوته يسقط في القاع حتى علمت إن رميتها كانت موفقة بها .وبعد دقائق ناداها البئر قائلاً لها : الأن يمكنك سحب الأناء لكن بالتدريج .وفعلا ً بدأت بالسحب تدريجياً وماأن وصلت الاناء الى اعلى البئر وأصبح بمتناول يدها تفاجأت بما يحويه ؟؟ اذ وجدت فيه تراب ذهبي يظهر فيه لمعة قوية دلت على سحره فهو كتراب جنيات السحر في الافلام الكارتونية فهل يعقل هذا ؟؟ لكن رد الأرنب كان خير جواب لها إذ قال لها : خذي من هذا التراب العجيب الذهبي وضعي منه على أقدام والدتك فسيكون خير علاج لها أما إن رغبت بتغيير منظرك فضعي منه ماترغبين على وجهك وجسمك وسوف تلاحظين الفرق الكثير .وهنا قالت فرح : اما علاج أمي فأنا أعلم إن الله جعلكم سبباً له وسأنفذ ما منحني إياه من نِعم وإما شكلي فلا أنكر في رغبتي الشديدة في تغييرها لكني أرغب بالافضل . البئر والأرنب :وماهو الافضل في نظرك ؟؟!! فرح أرغب بتغيير حياة الناس الى الافضل فالكل مهموم ويعتقد أن مصيبته هي الأعظم في حين لو يرى كل واحدً منا مصائب غيره لهانت عليه مصيبته لذا سوف أرمي هذا التراب في الماء وعلى كل البيوت لعلي احقق لهم بعضاً من أمانيهم العظيمة الكبيرة وأكتفي بقدر بسيط لأمي لأحقق لها أمنيتها .وهنا ... قال الأرنب ولقد منحك الله دعوى إن دعوت بها حقق لك مرادك فلا تهمليها أبداً .نظرت فرح الى صديقيها الجديدين وقالت : أتمنى لكما الخير أينما تكونا وارجو منكما أن لا تنسوني أبداً وارغب بالشكر منكما لكن كل كلمات الشكر لن تعبر عما اشعر به الان .غادرت فرح المكان وبيدها التراب الذهبي حاملة معها أماني وأحلام بأن يكون العالم الذي تعيشه أجمل بإستخدام التراب فأن عجزت الانامل والعقل في تحقيق الخير ربما الخيال يحقق مانرغب به .
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )