قصة هدى وفراس السائق الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة هدى وفراس السائق الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
كان ياماكان كان هناك فتاة جميلة الشكل لها شعر أصفر كأن أشعة الشمس تركت بصمتها عليه فكان طويل طول الليل ولامع كلمعان النجوم لكن لونه كلون أشعة الشمس التي تطل على الأيام لتهديها الأمن والدفئ الغير معهود لهذه الأيام بسبب تقلبها الدائم وغدرها وبرودة لحظاتها إذ لم يعش فيها أحد إلا و ذاق مرها قبل حلاوتها وهذا ماحدث لهدى طالبة الدكتورا قسم علم الأحياء التي كانت بالإضافة لجمالها ،تحمل من المرح مايجعل دولة كاملة سعيدة عندما يوزع عليها ومن العقل ما يبهر أعظم العلماء والنحاة لما تحمله من ألفاظٍ لغويةٍ وأسلوب سلس غير معقد .. فهي تُتقن طرق الدخول والنقاش مع البشر من غير أن تمس شعرة من كبريائهم ومكانتهم حتى وإن كانوا على خطأ،هكذا هي ،فكيف استطاعت الأيام واللحظات أن تغرقها بآهاتها والآمها وعنفوانها المرير .خرجتْ هدى مع زميلاتها الثلاثة في العمل لشراء بعض لوازم الدكتورا وخلال سيرهم في المحلات ،لاحظت بلسم صديقة هدى أن هناك أعين تتربص بهم أينما ذهبوا توجهت نحوهم وتبعتها أرجلهم ،ففكرت أن تنبه الجميع لكن الذي اوقفها تلك النظرات الثاقبة التي تتمعن بهدى بطريقة لاتوصف ،فقد فكرت أن هذه العين قد ترغب بخطبتها أو تعرفها لهذا قررت السكوت إلى أن تفهم معنى هذه النظرة ولماذا وقعت على هدى بالذات وهل هي خير أم شر ؟!
ظلت بلسم تتساير مع صديقتها هدى ومنة إلى أن قالت منه : بنات أرغب بالدخول إلى مطعم جميل ونظيف فهلا توجهنا إلى أقربهم وأنظفهم ؟نظرت هدى إلى كلتا صديقتيها وقالت :في الحقيقة أشعر بالجوع الشديد وأعلم أن مطعم سمرقند معروف ومشهور جداً وقريب من هنا بمسافة قصيرة فهلا توجهنا له ؟بلسم حسناً حسناً .نظرتْ إلى سيارة متوجهة نحوها ورفعت يدها مشيرة إلى التوقف ، وفعلاً وقف السائق وتم الاتفاق وصعدت الثلاثة وبدأ النظر من قبل السائق من مرأته المنعكسة باتجاه هدى وهي تهرب من نظراتها. وفجأة !!!!؟؟
قال لها :الست هدى كاظم الطالبة في كلية الفنون سنة أولى؟ نظرت الثلاثة إليه ولكن بلسم ومنة كانت نظرتهن تحمل الغضب والانزعاج لأنهن لايحببن هكذا حالة ،أما هدى فلم يظهر لها أي رد فعل سوى السكوت .وهنا استمر السائق بالكلام قائلاً :لقد كنت معكِ في الشعبة (و) وكنت نعم الأخت ؛نظرتْ إليه هدى قائلةً له :المفروض أنك وسيلة تنقلنا للمكان الذي نرغب فيه ونعطيك أجرك وينتهي الموضوع لسنا هنا لنتعارف ،أرجو الانتباه لهذه الملاحظة .ضحكتْ بلسم ومنة بطريقة جعلت السائق يشعر بالخجل فرد عليهما بالقول:أعلم أني كنت مزعجاً جداَ اليوم لكنني لا أضمر لكنَّ أي سوء !
هدى :ولن تستطيع أن تضمر لنا شيء. عم الهدوء في السيارة وهنا!!!! وصلتْ الفتيات للمكان المقصود وبعد أن نزلت هدى من السيارة وقبل استلام المبلغ وغلق الباب قالت له :شكراَ لك يافراس وأغلقت الباب وسرنَ والكل ينتظرن جواب من هدى لكنها لم تكترث لهن بل استمرت ودخلت إلى المطعم وجلسن وبعد طلب وجبة طعامهن المفضلة وصلن إلى التحلية وفنجان قهوة يجعل الإنسان يشعر بأنه امتلك الدنيا ومابها من شدة لذته .وهنا قالت بلسم :هدى لدينا سؤال في أدمغتنا فهلا أجبتي مايجول في عقولنا بالله عليك ؟! ضحكت هدى وقالت : اسمعن ما أقول ولاتسألن مرةً أخرى واضح ؟ ، هذا السائق اسمه فراس كان من أذكى الطلاب في الكلية وكان لا يهتم بأكد فقط بدراسته وكان هناك مجموعة فتيات ازعجهنَ إهماله لهن لذا قررن أن يوقعن به بالغلط وكنت قد علمت بالأمر فقررت أن أعينه فقمت بتنبيههِ بخطتهن لذا أفشلتُ ماعملنَّ ومنذ ذلك اليوم اعتبر مساعدتي له حباً له لكن والله يعلم بسريرتي وكلامي الذي أنطقه الآن وقبل هذه اللحظة إن مساعدتي له مجرد تقدير واحترام لشخصه وإجلالاً للعلم فقط لا أكثر ولا أقل .لكنه صمم على رد الجميل بخطبتي وعندما رفضته شعر بالاحباط لأنه كما علمت المرة الأولى التي يحب فيها لذلك قررت الابتعاد عن أي مكان يتواجد فيه إلى أن أتخرج وفعلاً لم يستطيع أن يراني إلا بحفلة التخرج وبعدها كل شخص توجه نحو مستقبله وحياته .نظرت بلسم ومنة إلى بعضهما البعض وقالت منه :لكنك علوم أحياء وهو ذكر فنون صف أول ! ضحكت هدى وقالت: بالرغم من رفضي لأي سؤال لكنني سوف أجيبكم الآن .. لقد كنت أحب الرسم بشكل لا يوصف وأنتن تعلمن هذه الموهبة من خلال رسومي الكثيرة لكنّ قدمت إلى الكلية وتم قبولي ، لكن والدتي رفضت إكمال الكلية بسبب اعتقادها أن هكذا نوع من الكليات تسيء لسمعة الفتيات لذا تم التحويل لقسم العلوم قسم الأحياء . والآن أنا أكمل الدكتورا والحمد لله. هل من سؤال آخر حتى ننهي هذا الحديث المزعج ؟ قالت بلسم فقط عجبي على والدتك التي تحمل ذاك العقل الناضج أن تفكر هكذا تفكير .قالت هدى: الناس تسير خلف كلام الناس عندما يكون الموضوع يخص السمعة وأنتِ تعلمين بذلك .منة دعونا نشرب القهوة المضبوطة فلها طعم لايقاوم ،وفعلاً شربن وبدأن بالحديث الشيق بنظرهن ألا وهو الملابس والمكياج والاكسسوارات التي تجعل أي فتاة تشعر بأنها امتلكت الدنيا ومابها .وبعد شرب القهوة قررن المغادرة وفعلاً أخذن بعض الصور لتبقى ذكرى لهن و مرت الأيام وجاء يوم تكريم هدى لحصولها على شهادة الدكتورا وعم البيت الفرح والسرور وكان الجميع مستعداً لهذا اليوم إلا أم هدى فقد كانت تشعر بالخوف والقلق فلم يمر عليها هكذا شعور من قبل ،نظر علي شقيق هدى قائلاً لها : ما الذي حدث معك اليوم يا أمي لا أجدكِ مسرورة مثلما عهدناكِ فهل هناك شيء ما ؟؟ قالت الأم : لا أعلم والله أشعر إن قلبي قد قُلِعَ من صدري ولا أعلم لماذا ! علي :يا الله يا أمي كيف تقولين مثل هذا الحديث وفي هذه اللحظة ، استغفري الله يا أمي فلن يحدث أي شيء كما تظنين بل سيمر الأمر كأنه زفاف هدى بالرغم من أنه افضل من الزفاف فحصولها على الدكتورا ليس بالأمر السهل أبداً والحمد لله ، هيا انهضي وارتدي أجمل مالديكِ من الملابس يا أمي .نظرتْ إليه وبدأت السير فعلاً وما إن وصلتْ إلى باب الغرفة حتى عم الصراخ في غرفة هدى!!!!! ركض الجميع ومن ضمنهم الأم باتجاه الصوت وهنا!!!!!!! ظهر شخص يحمل مسدساً خافياً وجهه كي لايعرفه أحد وتم توجيه المسدس على رأس هدى . وما إن شاهدت الأم ذلك حتى بدأت بالصراخ لكن علي دفعها إلى الخلف حتى لايغضب المجرم قائلاً لها :أتريدين المجرم أن يقضي على هدى أرجوكِ التزمي بالهدوء يا أمي ؛ لأن أي غلطة سوف نخسر ابنتنا وإلى الأبد ، نظرت إليه أمه والدموع تنزل على خديها كأنها شلالات نزلت من جبل قد حملها كثيراً وما إن وجدتْ فتحة للخروج نزلت بغزارة كبيرة ، لم يستطع تحمل الألم فأنهمرت دموعه أيضا قائلاً لها اتركي الأمر لوالدي فهو خير من يصحح الأخطاء ،وهنا عاد علي ونظر إلى غرفة أخته هدى ونبضات قلبه تصرخ بآلم خوفاً على أن يكون المجرم لا يهتم لما يقترحه الأب عليه .وهنا قال الأب خالد للمجرم: يابني أرجوك نحن لن نفعل لكَ شيئا قد يزعجك فقل ما تريد و وعد مني أنفذ لك ماتريد من غير نقاش يزعجك .عم الهدوء المكان والكل ينظر إلى هدى ليطمئنها وفي أعينهم دموع الخوف والهلع من مبادرة خاطئة منها أو ممن يحيطها تجعل فرحة هذا اليوم حزن ،وهنا رفع المجرم رأسه قائلاً : لا أريد شيئاً منكم غير هذه الفتاة التي لم تهتم ولا مرة بحبي لها ولم تبالي بحزني وآهاتي لفراقها .نظر الجميع إليه وهم يصغون بصمت وخوف والكل ينظر إلى بعضهم البعض خوفاً من نطق كلمة تجعلهم يندمون على مايذكرونه .وهنا!!!!!! ظهر الأخ الأصغر لهدى قائلاً للمجرم : وهل تقبل أن تكون هذه الفتاة ملكاً لك وقلبها لا يرغب بك ؟؟ وهنا وضع علي يده على فم أخيه حسن لأهه تفاجأ من كلامه لكن لايستطيع أن يصلح الامر بعد أن خرج عن سيطرته ، أما الأهل فقد كانوا على استعدادٍ للنقاش في أي مبلغ أو طلب إلا خسارة ابنتهم ،وهنا قال المجرم :انظروا سوف أخرج من هنا وهذه الفتاة زوجة لي رضيتم بهذا القرار أم لم ترضوا وإلا الموت سيكون نصيبها الأبدي .سكت الجميع وهدى تنظر إليهم وصرخة في أعماقها تطلب النجاة وهنا قال الأب خالد: انظر يابني لن أحاول مناقشتك لأنك تملك روحنا الآن لكني أقول لك لو طلبت مال الدنيا منحته لك لكني لا أستطيع أن أمنحك ابنتي عرضي وشرفي دون أن أتأكد من حبك واحترامك لها ،فكيف سأؤمن على ابنتي وأنتَ تحمل بيدك سلاح بدأت حياتك معها به فهل هذا معقول يابني ؟؟؟نظر المجرم بإتجاه الأب قائلاً : وهل من المعقول أن أصدق كلامك ذا وأن أجلس معكم كعريس يطلب عروساً قد حصل على موافقتها سابقا !!!!! خالد: علي أحضر لي القرآن !!!!!
الكل في ذهول وهنا قال خالد :سوف أحلف لك بأعز ما نحب وأعظم مانزل على الأرض بأني سوف أعاملك كأنكَ دخلت البيت من الباب وطلبت يد ابنتي مثلما قلت ،وفعلاً جلبَ علي القرآن الكريم ووضع خالد يده فوق المصحف قائلاً :والله بعزة كتابنا الكريم لن أخونك يا هذا وأرحبُ بك في بيتي كعريس لابنتي فإن كنت مناسباً لها كانتْ لك وإن لم تكن كذلك خرجت وكأت شيئاً لم يكن ،نظر المجرم نحو خالد قائلاً : ياعم لقد حلفت وسوف أثق بك فلا تغدر بي .
نظر الجميع باتجاه خالد ومن ضمنهم هدى وهنا قال خالد : لن ولم أغدر بأحدٍ وثق بي من قبل فكيف أغدر بك يا بني .والله لن أفعلها ابداً ، أبعدَ المجرم المسدس عن هدى وما إن شعرت هدى بالأمان حتى ركضت باتجاه والدها حاضنةً له باكيةً بحضنه وهنا !!!!! توجه علي نحو المجرم قائلاً له : تقدم معنا بإتجاه هذا الباب لنناقش الأمر لكن قبل كل شيء اخلع الغطاء الذي وضعته على وجهك ، وفعلاً فعل المجرم ماقال له علي وهنا ! صرختْ هدى فراس فراس يالله يالله وبدأت تبكي من هول الصدمة لكن والدها وضعها بحضنه مرة أخرى قائلاً لها : لقد قلنا إننا نتناقش فهلا تركتِ الأمر لنا وتوضيح هذا الاسم لنا ؟ وهنا توجه الجميع نحو الغرفة المغلقة وبدأت هدى تروي للجميع ماحدث لها سابقاً والأيام السابقة ،فقال فراس :هل أكملتي لقد كنت أنتظرك كثيراً ولم ينساكِ قلبي ومن شدة حزني عليك اغضبت أمي وإخوتي وبدأتُ بالتغيير بعد فراقك ولم أنكر فضلك عليه لكن تصرفكِ معي أمام الجميع جعلني أشعر بالخجل والإهانة ،إهانة شاب أحبك كثيراً لأنكِ فتحت قلبه لشعور لم يعرفه من قبل ، وشعوري بالنقص كونكِ أفضل مني مما دفعني أن أمقتَ وضعي وأهلي كثيراً لكن الأيام كانت دواءاً لكل جريح وعليل ،لكن ظهورك لي قبل أيام أعاد لي ما نسيت لهذا طلبت من صديقي أن يراقبك وبنفس الوقت ظهرت لك بالرغم من مشاهدتي لكِ قبل شهر في مكتبة الجامعة لكنك لم تشعري بي ولم تعرفيني مثلما عرفتك فقررت أن أنتقم منكِ لكن ظهورك اليوم بهذا الجمال غير قراري ، والآن ياعم أنتَ وعدتَ وأنا أطلبُ تنفيذ وعدكَ لي ! هدى وأنا ألا تريد أن تعرف رأيها أم ظلمك لي جعلك تشعر بأن الظلم لم يصيب غيرك أما من ظلمتها مرتين فهي لاشيء بالنسبة لك ، فراس وماالذي قمت به ليجعلك مظلومة ؟؟ هدى : لقد حكمت عليه بعقلك هذا بأني هنتك وسخرت منك بالرغم إن الصحيح هو انقاذي لك من سخرية ونصب فتيات قد أضمرن لك كل الشر وأما اهمالك لأهلك فهذا يعود لك فلم أوعدك بشيء مني فنقمك على وضعك جعلك تنسى تغييره وأنت قادر على تغييره بإرادتك فلماذا تظلم غيرك بل اجعل حياتك تناسبك وأهلك ومن ترغب بها لا أنت تسيء التفكير وتضع نفسك موضع الاجرام والقتل فما الذي تجني منه عند قتلي غير القتل لنفسك والكسرة لأهلك بعد الألم لهم ، نظر الأب والجميع لهدى وعين الإعجاب والانبهار لما نطق به فاهها أما فراس فقد شعر بأن كلام هدى هو الحق بعينه فقال للجميع :انظروا لي أنا الآن أشعر بالأسف على تصرفي وندمت كل الندم لما فعلت لكنني أعهد لكم ومثلما فعلت ياعم وآخذ القرآن من المنضدة القريبه منه وقال : لن أكرر فعلتي هذه ولن أخسر نفسي وأخسر أهلي وأخسركم بل سوف أجعل من نفسي ذاك الطالب المميز دائماً بأن أجعل من مكانتي شرفاً ورفعة لي ولأهلي ولكم والله المستعان والشاهد على ما أقول أما انت ياهدى فسوف أتركُ لكِ حُريةَ الاختيار في الرفض أو القبول والآن هل تسمحون لي بالمغادرة والاعتذار أولا قبل كل شيء .
نظر الأب إليه وقال يا بني حبكَ لابنتي هو ما يجعلني أذكر ما أذكره الآن من غير ندم وأرجو أن لا يعترض أحدٌ منكم يا أولادي ويا زوجتي العزيزة ويا ابنتي الغالية : الباب مفتوح لكِ متى ما قالت إن فراس يستحقني يا أبي .
وهنا نظر الجميع إلى الأب بذهول واستغراب ، أما خالد الأب فأكمل حديثه قائلاً لهم إن من يخاطر بحياته للوصول إلى من يحب يستحق كل الاحترام والتقدير بالرغم من رفضي لطريقة الوصول لكنني أبقى مسانداً لك مهما كانت الأسباب ، وهنا خرج فراس من البيت وعينه لم تفارق عين هدى رغم أنها حاولت إبعاد نظرها عنه لأنها لاتستطيع أن تبرر له مافعل ،أما الأم والأهل فقد سجدوا جميعاً سجدة شكرٍ لما انتهى به الموضوع وبدأت هدى بالاستعداد لحفلة شهادتها رغم آلالم والحزن الذي حملته معها في قلبها فاختلط بجرح الحادثة وفرح الشهادة ولتبدأ يوم جديد بشروق الشمس الذي يعبر عن انتهاء الأزمات مهما كانت شدتها وأن الخير هو من ينتصر مهما كانت فلسفة الشر وطريقه عرضه وإسلوبه في الحياة فإن مدته قصيرة وإن الحق لا يُعلا عليه ابداُ ، أما خالد فقد باركَ لهدى نقاشها الرائع في مشروع تخرجها وقال لها : دعينا ننهي موضوع فراس للأبد كما أنهيتي مشروعك وأنتِ أعلم الناس بمقدار الجهد والتعب الذي تعرضتي له فهلا نتحدث بالمنطق والعقل يابنيتي ؟ هدى : نعم يا أبي لا تظن إن الأمر قد انتهى بخروج فراس من البيت وأن الموضوع قد أُغلِق بالعكس وأنا في طريقي باتجاه الجامعة لنقاش مشروع التخرج الخاص بي ظهرت أمامي أفعال فراس ومقدار حبه لي واحترامه لقراراتي ومقدار تمسكه بي حتى أنه عرَّض نفسه للمسائلة القانونية والسجن ، لكن تصرفه وتمسكه لي وطريقته هي التي تجعلني أشعر بالخوف منه ، الأب خالد :و إذا قلت لكِ إن طريقته أعجبتني لأنها أوضحت لي مقدار تمسكه بك وابداء نفسك عليه وإن من يفعل ذلك نادرون جداً وهذا التصرف جعلني أشعر بالأمان عليك لأني سوف اضعك بيد من يخاف عليك ويفعل المستحيل لإسعادك ، هدى: في صمت طويل بعده نطقتْ ، رضاء الله في رضاء الوالدين وأنا أعلم مقدار حبك لنا يا أبي فالقرار قرارك ولن اتراجع عن كلامي أبداً والله ،لذا خذ هذا الرقم الخاص بفراس لأنه أعطاني إياه قبل مغادرته البيت وكما تتذكر قال أنتظر قراركم وأتمنى أن يكون لصالحي وليس ضدي بعد أن أوضحت فكرتي ، ضحك الأب ممازحاً إبنته قائلاً لها : بل قولي إنك خططت لهذه اللحظة ولهذا الكلام سابقاً لأنك تعلمين مقدار حبي لك وحفاظي عليك أنت وإخوتك ، حضن الأب إبنته وتوجه نحو عائلتها قائلاً لهم الآن سوف أخبركم بقرار هدى وأنا مؤيد له ألا وهو الفرحة ستكون فرحتين الأولى بشهادتها والثانية بموافقتها على الزواج من فراس ، نظر الجميع وخاصة والدتها لكن نظرة خالد أطفأت جميع التساؤلات والاستغرابات التي في عقولهم وهكذا كان لفراس حياة جديدة مع هدى بأمر من الله فإن الذي يدبر الأمور ويكفلها هو الله وحده لا غير والأقدار وضعها سبحانه لأسباب لا نعلمها نحن فالحمد لله على كل شيء في السراء و الضراء .
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )