📁 مشاركات منوعه

قصة الإخوة والأم المعطاء الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الإخوة والأم المعطاء الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الإخوة والأم المعطاء الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الإخوة والأم المعطاء الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن
قصة الإخوة والأم المعطاء الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن

كان يامكان كان هناك أربعة أشخاص ( أم وثلاث أولاد ) لكل منهم قصة لا يعلم بها الآخر ، الأم ليست والدتهم بل هي إمراة مسنة بالعمر تحمل كل صفات الأم الحنونة التي تخاف على أولادها من مشاكل الحياة ومصاعبها ، رغم ذلك كانت تشعر في يوم ما إن هناك أولاد سوف تكون أمهم الحنونة وكان اسمها سهيلة ،كانت كثيرة الأعمال والمشاريع والفعّاليات حيث تحب عمل ما يميزها دائماً ، وذات مرة وهي تقطف التمر من نخلتها مرَّ بها شاب في الأربعين من عمره ملتحي الوجه ويحمل على وجنتيه علامة توضح مدى تقواه وخوفه من الله وطاعته له نظر إليها مبتسماً وقال : يا أمي هذه النخلة لن تنفع فقد حوت على آفة النخيل وإن أكلتِ منها ستؤذين نفسك بالتأكيد ، نظرت إليه وهي واثقة من نفسها قائلة له : يابني والله الذي جمعنا الآن من غير ميعاد لو قال لي شخص غيرك كلمة أمي فلن يؤثر بي ولن يهز مني شعرة لكن والله كلمتك هذه جعلتني أشعر بأنك ابني فعلاً لذا سوف أسمع كلامك ولن أقطف من هذه النخلة شيء وإن شاء الله أرى طريقة للتخلص من هذه الآفة ، قال لها محمود يا أمي لن يفيد العلاج بل عليكِ قص هذه النخلة وعلاج تربتها ، أما كلمة أمي فوالله الذي حلفتي به أني ما نطقت بها إلا لأني شعرت بها فهلا تسمحين أن أبقى عليها وأسال عنكِ كلما مررت من هنا وهذا رقمي إن احتجت لي في أي شيء يا امي .
أخذتْ سهيلة الرقم ووضعته في مطبخها وأغلقت بابها عليها وبدأت تتابع التلفاز فإذا بعرض أزياء قد بُث وظهرت خلاله فتاة ترتدي فستاناً جميلاً يُظهِرُ جمالها فقالت سهيلة : لو كان لدي ولد لما تمنيت فتاةً له غير هذه ، وكان يجلس بالقرب منها ابن الجيران الذي كان يحبها كثيراً وكان يناديها أمي ، كانَ شاعراً وصاحب لغة بليغة فقال:

قل للمليحة بالقميص الأزرق لون السماء بوجهك المتألق

يحتاج غيماً ممطراً فتأكدي سيكون حباً  مثمراً لو نلتقي

نظرت سهيلة نحوه قائلة : الله .. الله ما هذه البلاغة العذبة التي عهدتك بها أتمنى من الله أن يرزقك بفتاة مثل هذه يا بني ضحك أشرف قائلاً : يا أمي مثل هذه الفتاة ترغب بشخص يحملها على حصان أبيض ويحقق لها ما ترغب دائماً وأنا قدراتي وإمكانياتي ضعيفة لا أقدر أن أوفر لها أبسط متطلبات الحياة ، قالت سهيلة ومن يحقق لك ما تريد ؟؟!! ضحك أشرف بطريقة استفز بها سهيلة لكنها لم تظهر له ما تفكر به لذا قررت العمل بالخفاء والاتصال بهذه الفتاة وبدأت البحث عن رقم الهاتف الخاص بهذه القناة التي عَرضت البرنامج واستمرت في البحث الى أن وجدته و بدأت بالاتصال قائلة بعد السلام انا أدعى سهيلة هل استطيع أن أحصل على رقم العارضة التي كانت ترتدي الفستان الأزرق لأن لدي مشروع معها ؟ أجاب الشخص الذي يستقبل أسئلة المتصلين يا خالة سوف أستاذن الإدارة وإن سمحوا لي بارسال رقمها لك سوف أفعل بأذن الله رقمكِ معي سُجل الآن . وبعد إغلاق الهاتف بدأتْ بالبحث عن أشراف من نافذة البيت فوجدتهُ جالساً حزيناً على حافة البحر وهو يناجي البحر قائلاً له:
إِنَّ البيوت إذا البناتُ نزلنها
مثل السماء تزينت بنجومها
هُنّ الحياةُ إذا الشرورُ تلاطمت
والى الفؤادِ تسللت بهمومها .
أغلقتْ سهيلة النافذة وكلها إصرار في تحقيق مافكرت به فعلاً ، وهنا ! رن الهاتف فإذا بالمسؤول يذكر لها أرقام الهاتف الخاص بالفتاة وهنا عمَّتْ الفرحة وجه سهيلة وبعد لحظات بدأ الهاتف يرن وهنا ظهر صوت رقيق يدل على جمال صاحبته قائلاً : تفضلوا براء تتكلم ، سهيلة : مرحباً يا ابنتي .براء : أهلاً يا أمي ، وبعد السلام بدأت سهيلة بطرح فكرتها على براء بالعمل معها في مشروعها وبعد أن أقنعتها سهيلة بدأ الاتفاق على لقاء بينهما  ، هنا قالت سهيلة لبراء إن لي ابن يجلس على شاطئ البحر إن استطعت الحضور والتحدث معه فهو من يستطيع أن يعينك للوصول إلى بيتي ، قالت براء : ولكني أخجل من التحدث مع الرجال وهنا فرحت سهيلة لأنها حققت هدفها من السؤال بأن تعلم مدى جراءة هذه الفتاة فقالت سهيلة : حسناً يا ابنتي هذا مكان البيت إن استطعتي الحضور فأهلاً وسهلاً بك وإن لم تستطيعي أخبريني أنا سآتي إليك رغم كبر سني .. وهنا !  قالت براء : كلا يا أمي سوف أجلب معي صديقتي لو سمحتي ، وسكت الصوت في الهاتف إلا صوت بكاء خفيف فقالت براء : يا أمي هل أنتِ على ما يرام ؟! سهيلة وصوتها قد تغير بعض الشيء :نعم يا ابنتي لقد نطقت بكلمة أمي بطريقة أرغب بسماعها كثيراً فهل تقبلين أن أحمل هذا اللقب رغم إن حمله من أصعب الأمور لما له من معاني عميقة جداً ، قالت براء: والله لي الشرف في نطقها يا أمي ، شكرت سهيلة براء وانتهت المكالمة باتفاق بينهما  على موعد المساء في الساعة السابعة .ونامت سهيلة وهي تفكر في طريقة لتحقيق مبتغاها  ومرَّت اللحظات كأنها سنين وما إن لاحَ الصباح حتى استيقظتْ سهيلة باكراً وبدأت بتنظيف البيت من غُبار الأمس وأعدت بعض الكعك والشراب اللذيذ وخلال تجوالها في البيت رن الهاتف وما إن رفعته حتى سمعت صوت خشن يحمل الحب والحنان قائلاً لها

مرحباً يا أمي انا محمود :

هل تتذكرينني ؟ لقد تبادلنا الأرقام عند النخلة !قالت نعم يا بني وهل يخفى القمر ؟ كيف حالك يابني ؟ محمود : الحمد لله يا أمي إن كنت بخير سوف أكون أنا كذلك ، قالت سهيلة : الحمد لله يا بني . 
محمود : هل تحتاجين إلى شيء معين أقدمه لك يا أمي العزيزة ! وهنا خطرت لها فكرة حضوره إلى البيت للتعارف وجمع الجميع حولها فقالت له : إن لي حاجة إن استطعت أن تخدمني بها قد حققت لي ما أرغب ؛ قال لها أبشري يا أمي سوف أكون سنداً لك ، وهنا بدأت تذكر له ما تريد فقال لها أتعلمين يا أمي لو إن الناس تفكر مثلما تفكرين لكان الجميع بخير ، والله لكني أرغب أن أقول لك شيئ واحد ألا وهو خذي الحذر يا أمي فالناس السيئة كثيرة الآن وأنا لاحظت صفاء قلبك وروعة أخلاقك ، قالت سهيلة : الله هو الحافظ يا بني ولن يخذلني أبداً ، والان هل تستطيع الحضور ؟؟!! محمود بإذنه تعالى يا أمي ، متى الموعد ؟؟ سهيلة : اليوم في السابعة مساءً قال محمود حسناً يا أمي لا تقلقي سأكون عندكِ في هذا الموعد بالتحديد . مرَّت الساعات وإذا بالباب يُطرق وهنا ؟؟؟ظهرت فتاة طويلة القامة ذات بشرة بيضاء وشعر أسود كأنه الليل بعينه ، وعينان خضراوتان كأنهما قطعتا ألماس لمع في مكان مظلم وهنا قالت سهيلة : أنتِ براء حسب ما رأيتك في التلفاز ؟؟ قالت براء : نعم يا أمي وهذه سميرة صديقتي  وما إن نظرت إلى سميرة قالت : لقد انبهرت بجمال براء لكن مع احترامي لها من يرى جمالك ينسى الدنيا وما فيها .ضحكت الاثنتان وبدأت سهيلة بالترحيب بهما وقالت لهما تفضلا بالدخول وهنا دخلتا براء وصديقتها باستحياءٍ شديد وجلستا في غرفة رغم بساطتها لكن جمال المكان أبهرهما لما بدا عليه من نظافة وترتيب ، وبعد الضيافة بدأت سهيلة بالتحدث مع براء وهنا !  رن جرس الباب قالت سميرة : سأذهب لفتح الباب ، شكرتها سهيلة ، وبدأت خطوات سميرة تقترب للباب وما إن وصلت إلى باب الدار وفتحت الباب حتى وجدت شاباً طويل القامة ذو لحية متوسطة الطول ، نظر إليها محمود نظرة طويلة لما رآه من جمالٍ لم تحمله أي فتاة قد رأها سابقاً فبالرغم من سمار وجهها لكن ملامحها تعبر عن جمال رباني عظيم إذ الشعر الاشقر الطويل الذي تخللته خصلات سوداء تناثرت بأماكن مختلفة وعيون سوداء تحمل داخلها لؤلؤتين قد اصطادهما صياد من البحر واختارهما بدقة عالية وصيغت بيد صائغ لا يستطيع أحد صياغتهما فمن غير الله قادر على خَلِق مثل هذا الجمال وخلال تعمقه بجمال سميرة سمع صوت كأنه سمفونية عذبة أكملت جمال هذه اللوحة لكن الكلام جعله يستيقظ من هذا الحلم بقول صاحبة الصوت : تفضل هل أستطيع أن أقدم لك أي خدمة ؟؟!! قال بصوت خشن ليجذب نظرها إليه : أنا محمود أرغب بمقابلة السيدة سهيلة . قالت سميرة لحظة واحدة من فضلك ، وهنا عادت سميرة قائلة له: تفضل أستاذ لقد عرفتك السيدة وهي بانتظارك ، وخلال سيرهما قال لها : هل أنتِ ابنتها ؟ قالت : بل صديقة لها رغم فارق السن الذي بيننا ، فأعجب بذكائها الحاد  فأضاف لصفاتها الساحرة صفة سرعة البديهة . واستمر بالسير وما إن دخل حتى وجد سهيلة و بقربها يجلس قمر لا بشر ، ضحك محمود قائلاً لها يا أمي لقد جمعتِ الشمس والقمر حولك فهل يعقل أن تحتاجين لكوكبين غيرهما !!!!؟؟؟؟ضحك الجميع وقالت سهيلة : اها ما معناه إنك حسبت نفسك كوكب آخر  وجميل أيضا؟! قال محمود بل هو كرم منك يا أمي بذكري لهذه الصفة التي أتمنى أن لا أكون منغراً بها .وهنا قدمت براء الشاي له قائلة : أنا براء عارضة أزياء خريجة إعلام وهذه سميرة صديقتي مهندسة تخرجنا معاً ولم نجد لنا وظيفة تساعدنا في الحياة فاتجهت نحو عروض الأزياء أما هي فاتجهت نحو الطبخ إذ تصنع صديقتي ألذ الأطعمة والحلويات وتبيعها في متجرِ صغيرِ لها  ، وهنا نظرت سميرة إليها بطريقة تعبر عن رفضها في ذكر أسرارها أمام الغرباء .لكن سهيلة فهمت نظرتها فقالت : هذا ابني الذي لم ألده فالأم إما التي تلد أو التي تربي اما أنا لا هذه ولا هذه .ضحك الجميع وقال محمود : يا أمي والله بشاشتك و أسلوبك يجعلنا نتمنى أن تكوني أمنا وهنا قالت سميرة يا أمي أرغب بالانصراف فهلا سمحتي لي لأن لي واجبات يجب أن أقوم بها وهنا قالت سهيلة :ياحبيبتي لك كل الحق في البقاء أو المغادرة وهنا ودعت سميرة الجميع وقالت :أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .  و غادرت البيت وعين محمود خلفها علها تنظر إليه لكن دون جدوى ومرَّت الساعات ودق جرس الباب فإذا بأشرف يدخل البيت وهنا تفاجأ من الأشخاص الموجودين لكن سهيلة سارعت بتعريفهما له ، فقال أهلاً وسهلاً بكم ، إذا يا أمي هل تحتاجين لي أم أذهب أنا وصديقي لأنه جلب اليوم حصاناً جميلاً و أرغب برؤيته وهنا قالت براء :عذراً يا سيد  هل نستطيع الذهاب معك لأنني أحب الخيل جداً قالت سهيلة فكرة رائعة جداً هل تقبل يا أشرف ؟! قال أشرف :بكل سرور لكن دعوني أجلب لكم سيارة تناسبكما ، أغلقوا الأبواب استعداداً للمغادرة .وفعلاً تم ذلك وبدأت سفرتهم إلى بيت صديقهم في المنطقة المجاورة ،وعلى الرغم من 
بساطة هذه المنطقة وما تحمل من صفات تخالف منطقتهم لكنها كانت من أجمل المناطق بسبب وجود الخيول التي تعتبر من أجمل المخلوقات التي خلقها الله لما تحمله من صفات العز والكرم وما إن وصلوا حتى توجهوا نحو إسطبل كبير يحوي مجموعة من الخيول وهنا قال أشرف : هذا هو صديقي سعيد مغرم بالخيول كثيراً و بدأ بذكر اسمه بصوت عالٍ جعله يلتفت نحوه وهنا بدأت خطوات سعيد تتوجه نحو صاحبه وبعد السلام بدأ الترحيب بسهيلة وبراء وبعدها بدأت براء بطرح فكرتها في اختيار مشروع سهيلة هنا إذ عليها أن تعمل مشروعها بأجواء تجعل العمل جميلاً وتم الاتفاق على أن يكون الأسبوع القادم أول يوم لتطبيق العمل ومرت الساعات و براء تتعرف على جميع الخيول لتكون صديقة لها وسعيد منبهر بقدراتها الرائعة في مصاحبة الخيول بهذه السرعة .وهنا قالت سهيلة : علينا العودة الآن يا أشرف ، قال أشرف : سوف أجلب سيارة ، وهنا قال سعيد ضاحكاً : سيارة ! وسيارتي ما بها !؟ قالت براء : لا نرغب بازعاجك .قال سعيد : بالعكس أرغب بطرح  بعض الاسئلة لو سمحتي ونحن في الطريق ، وجلس الثلاثة وبدأ الحديث بين سعيد وبراء وسهيلة تنظر لهما بحب وعطف وهنا وصل الجميع للمكان المقصود . شكرت براء الجميع وغادرت السيارة وعين سعيد تراقبها بعمق ، وبعد التحرك قال أشرف :إن لها طلة جميلة جداً ًوهنا قال سعيد بصوت حزين :هل تعرفها جيداً !  قال أشرف منذ لحظات وضحك قائلاً له لا تخف إن في عقلي الكثير من الأمور التي أرغب بتحقيقها فلا تقلق خذ حصانك ولجامك وانطلق يا فتى ، ضحكت سهيلة وأشرف لكن سعيد ظل صامتاً كأن الكلام الذي قاله أشرف لم يستوعبه أبداً لأن عقله كان مع براء فعلاً . عمَّ الهدوء في السيارة والكل وصل إلى مبتغاه إلا سعيد ظل يفكر للوصول لمبتغاه وطرق تحقيقه .مرَّت الأيام و سعيد يفكر في براء وكيف يصل إليها وذات لحظة رن هاتفه ، سعيد : نعم تفضلوا . براء : مرحبا بك أستاذ أنا براء هل تتذكرني ؟؟ عمَّ الهدوء وبراء تردد : الووو أستاذ سعيد وكأن سعيد غاب عن الوعي وفجأة قال سعيد : نعم نعم أعتذر منك هناك خلل في الهاتف ، أجابت براء : نعم أستاذ أعتذر منك لكنني أرغب بالتحدث معك عن الأحصنة والأمهر التي تمتلكها لأنني أُعدُ تقريراً عن هذه الحيوانات فهل أستطيع القدوم مع زميلتي وأخذ الصور معها ؟؟ سعيد وفي قلبه آهات كثيرة كأنه يقول لها أوتطلبين الاستئذان للقدوم وأنا أبحث عن وسيلة للتحدث معك ! قال سعيد : أهلاً وسهلاً بك يا سيدة المكان مكانكم ونحن نزلاء عندكم . ضحكت براء قائلة : شكراً لك يا أستاذ على حسن الضيافة  وليس غريب منك هذا الكرم. وبعد ساعات جاءت براء مع زميلتها مها وبعد السلام والتحية بدأت بأخذ الصور والمعلومات من سعيد عن كل فَرَسٍ ومهر ومرت الساعات كأنها دقائق عند سعيد وهنا قالت براء :شكراً لك أستاذ لقد منحتني تقريراً أتمنى أن يكون الأفضل من بين زملائي ، سعيد : على الرحب والسعة .وما إن بدأت بالمغادرة حتى قال سعيد :ست براء أرغب بالتحدث معك قبل مغادرتك خمس دقائق لا غير ، نظرتْ مها إلى براء وقالت : خذي وقتك براء وأنا سانتظرك . وبدأت براء بالسير مع سعيد وخلال سيرهما توقف سعيد قائلاً لها: ست براء لا أحب الخوض في كلام لا نفع فيه وأرجو أن تعذريني من صراحتي وجرأتي ، بصراحة أرغب بالتقدم إليك لا أقول جمالك وأخلاقك بل أقول أن الله أرسلك في مكان أتمنى أن يكون نصيبك به وأنا هذا النصيب فإن قبلتي لكِ ماترغبين بدون نقاش وإن رفضتي فقد خسرت قدراً والله لو بحثت الأرض بمختلف جهاتها لن أحصل عليه براء وهي تنظر إليه وعينيها فيها من اللمعان ما يدل على قبولها وحبها لما يقول لكن حيائها منعها من الكلام إلا  عبارة واحدة وهي: أنت تعرف مكان بيتنا فإن رغبت تفضل إليه فالبيت له حرمات وللأهل على ابنتهم حرص وأمانة شديدة في الحفاظ على اسمهم  ولا استطيع ذكر كلام اعمق من هذا ، نظر إليها سعيد وفي عينيه كلام يقول لم أكن مخطأ باختياري  لكِ . قال سعيد :شكراً لكِ لن أهمل هذه الملاحظة في عقلي ابداً وسارت براء مع مها وخرجتا من مزرعة سعيد والفرحة تسبقهما ومن هنا بدأت مرحلة جديدة لسعيد كانت الأم سهيلة سببها . أما محمود فقد بدأ هو الآخر مرحلة جديدة مع سميرة فقد استطاعت سهيلة أن تجمعهم في بيتها واقنعت كليهما بالقبول وفعلاً تمت الموافقة أما أشرف فقد ظل غريق البحر بأشعاره البليغة ومرت السنوات واذ بسهيلة تتراجع صحتها  بقوة وكان أشرف لا يفارقها أبداً وكذلك محمود وسعيد وبراء وسميرة وكانت لسميرة جارة سمارها شديد لكنها تحمل من الأخلاق ما يميزها عن خلق الله جميعاً . وكانت طبيبة تعمل في مستشفى قريب من بيت سهيلة فقالت لهم دعونا نتصل بصديقتي هيفاء فإن خبرتها قوية بهذه الأمراض و هي متخصصة بعالج المسنين لما ترى فيهم من بركة وخير. قال أشرف : أسرعي بالله عليكِ وفعلاً اتصلت بها وبعد نصف ساعة وصلت إليهم وما إن دخلت حتى نظر الجميع إليها متوقعين وجهاً يختلف عما سمعوه من وصف لها من سميرة وبعد الدخول والتحدث مع أمهم سهيلة قال أشرف لها: أرجو المعذرة دكتورة هل هناك علاج لها؟ٕ قالت : كل شيء بيد الله لكنها تحتاج للعناية الكبيرة وأنا لن أقصر في خدمتها بإذن الله .
نظر الجميع إليها وفي أعينهم الامتنان والشكر .
قال الجميع : ونحن معكِ فلا تبخلي علينا بالنصح والإرشاد .مرَّت الأيام وهيفاء لا تقصر في مساعدتها لسهيلة وهنا قال محمود :لقد اتعبناكِ والله وأشعر بالخجل لأنك تسهرين معها دائماً من غير ملل ولا كد ولا تقبلين أن نعينك فهلا سمحتي لنا بمساعدتك ؟؟!! قالت هيفاء : لقد وعدنا الله وأنفسنا أن لا نقصر في واجبنا وعلاج هذه السيدة واجبي . قال أشرف : شكراً لك فكل كلمات الشكر لن تفيكِ حقكِ ، نظرت إليه والخجل بعينيها وقالت : ادعوا لي بأن يعينني الله في مساعدة من يحتاجون للمساعدة . وما إن خرجَت هيفاء ، قالت سميرة لأشرف : يا أشرف والله أرى أن هذه الفتاة تناسبك فلماذا لا تدعني أتكلم معها ؟ نظر إليها أشرف وقال لها: توكلي على الله ،فعلاً لن أحصل على أنثى تشبهها .
الكل في انبهار واستغراب وفرحة قالوا : أحسنت الاختيار والله يا أشرف ، وهيفاء لا تعلم ما يجول بين الإخوة لكنها تعلم أمراً واحداً فقط أنها  تشعر بالأمان تحت خيمة هذه الأم و أبنائها ، وهنا قالت سميرة لهيفاء عما فكروا به في جمع شملها مع أشرف فقالت: والله لقد كنت أشعر بأني سأكون جزءاً من هذه العائلة وحضنت هيفاء سميرة ،  فهمت سميرة رغبة هيفاء تجاه أشرف بأن يكون زوجها الذي تمنته من هذه الدنيا وهكذا استعد الجميع لتحقيق رغبة أشرف لكنهم اتفقوا جميعاً على أمر واحد ألا وهو شفاء سهيلة بإذن الله وقد حقق الله لهم ما تمنوه لصدق أمنيتهم وخوفهم على بعضهم وحرصهم الشديد على شفاء المرأة العجوز كأنها جزء منهم فلم ينطقوا كلمة أمي إلا وهم مؤمنين بها وهكذا حقق الله لسهيلة أمنيتها بأن حصلت على أبناء لم تلدهم لكن الحياة والظروف هي التي جلبتها لها .
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات