كلمة الخميس بداية شهر رمضان

كلمه في اصطفاف يوم الخميس عن موضوع بداية شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أحيانا وبلغنا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، ونسأله سبحانه أن يرزقنا فيه الإخلاص في القول والعمل. إنه لشهر عظيم، اختصه الله بمزايا عظيمة وجعله فرصةً ذهبيةً لتجديد الإيمان، وتزكية النفوس، والتقرب إلى الله عز وجل.

قال الله تعالى في كتابه الكريم:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183).
فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة روحية عظيمة تعلمنا الصبر، وتقوي فينا الإرادة، وتطهر قلوبنا من الذنوب والأدران، وهو وسيلة للتقوى، والتقرب من الله عز وجل.

رمضان شهر التسامح والتواصل:
إنه فرصة عظيمة لنطهر قلوبنا من الأحقاد، وننشر المحبة بيننا، ونجدد علاقاتنا مع الأهل والأحباب. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من لا يُؤثِر الناس، لا يُؤثَر عليه"،
مما يدل على أهمية العطاء والتواصل وحسن المعاملة. لنستغل هذا الشهر الفضيل في تعزيز روابط الأخوة والتسامح، ولنمد يد العون لكل محتاج، فكم من محتاج ينتظر ابتسامة صادقة، وكم من محروم يتمنى لمسة حنان.

رمضان شهر القرآن:
إن من أعظم ما يميز رمضان أنه شهر نزول القرآن، فقد قال الله تعالى:
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" (البقرة: 185).
فلنغتنم هذا الشهر المبارك بتلاوة القرآن وتدبر آياته، ولنحرص على العمل به، فهو النور الذي يضيء دروبنا، والدليل الذي يهدي قلوبنا.

فلنستعد لاستقبال رمضان بقلوب طاهرة ونفوس زكية، ولنسأل الله أن يبارك لنا في أيامه ولياليه، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يجعلنا فيه من عتقائه من النار.

نسأل الله أن يعيده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، ونحن في صحة وعافية، وأن يرزقنا فيه الخيرات والبركات.

كل عام وأنتم بخير، ورمضان مبارك.