📁 مشاركات منوعه

قصة الطالبة الشجاعة: بين عالم الأحياء والأرواح

رعب في قاعة الدراسة: لقاء من العالم الآخر المبنى المهجور: صرخة في الظلام

قاعات مسكونة وأسرار مجهولة: تجربة لا تُنسى

القصة تروي تجربة مرعبة لطالبة جامعية واجهت أحداثًا غامضة في قاعة دراسية مهجورة ومبنى قديم داخل الحرم الجامعي. في الموقف الأول، تجد نفسها في قاعة فارغة لكنها تفاجأ بوجود فتاة غامضة تتنقل بصمت وتبتسم بطريقة مريبة، بينما في الموقف الثاني، تحاول إنقاذ طالبة أخرى علقت داخل مبنى مهجور بعد أن واجهت شيئًا مجهولًا أثار فزعها. القصة تجمع بين الغموض والرعب، وتعكس لحظات من الشجاعة والخوف في مواجهة المجهول.

مواجهتان مع المجهول: عندما يصبح الواقع كابوسً

القصة باللغة العربية الفصحى موقفان من عالم آخر!

تروي صاحبة القصة، وهي فتاة تبلغ من العمر 28 عامًا ومتوقفة عن الدراسة حاليًا، موقفين مرعبين حدثا لها أثناء دراستها في الكلية، ولم تستطع نسيانهما أبدًا.

الموقف الأول

حدث ذلك في نهاية الدوام الجامعي، حيث كان عدد الطالبات في المبنى قليلًا جدًا. دخلتُ إحدى القاعات الدراسية الفارغة، متأكدة تمامًا من أنني كنتُ وحدي هناك. جلستُ في مقعدي وأخرجتُ كتابي للمذاكرة. وبعد لحظات، سمعتُ صوتًا خافتًا، لكنني لم ألتفت، ظننتُ أنه صوت المكيف أو صوت المياه في الحمامات القريبة. تجاهلتُ الأمر وأكملتُ المذاكرة.

ثم سمعتُ صوت كرسي يتحرك! نظرتُ حولي، فوجدتُ فتاة جالسة في الجهة المقابلة من القاعة، في الصف الأخير على اليمين، بينما كنتُ في الصف الأخير على اليسار، أي أننا كنا متقابلتين تمامًا. أصابني الذهول، فأنا متأكدة تمامًا من أنني كنتُ وحدي حين دخلتُ القاعة! حاولتُ إقناع نفسي أنني ربما لم أنتبه لها منذ البداية، فتابعتُ دراستي متجاهلةً الأمر.

ولكن عندما التفتُّ إليها مجددًا، وجدتها قد انتقلت إلى منتصف القاعة، ولم يكن هناك أي صوت يدل على حركتها، رغم أن الكراسي كانت متقاربة جدًا، وكان من المفترض أن تُصدر صوتًا لو تحركت. هنا، أدركتُ أن الأمر ليس طبيعيًا، لكنني قررتُ التظاهر بعدم الملاحظة.

فجأة، تحدثت الفتاة بصوت هادئ: "هل لديكِ اختبار هنا؟"

في تلك اللحظة، شعرتُ بأن عقلي قد توقف تمامًا! لكنني حاولتُ التماسك، ورددتُ بصوت ثابت: "لا، فقط أراجع دروسي."

ظلت تحدق بي وتبتسم، بينما كنتُ أحاول التركيز في كتابي، رغم أنني لم أعد قادرة على فهم أي كلمة مما أقرأه. وعندما التفتُّ مجددًا، وجدتها قد عادت إلى آخر القاعة، تنظر إليّ بابتسامة غامضة!

في هذه اللحظة، شعرتُ أنني لم أعد أستطيع التحمل. جمعتُ أغراضي بسرعة، دون حتى وضعها في حقيبتي، واتجهتُ إلى الباب. وبينما كنتُ أحاول فتحه، وجدته مغلقًا بإحكام! بدأتُ أطرق الباب بشدة، محاوِلةً لفت انتباه الطالبات الجالسات خارج القاعة، لكن لم يلتفت إليّ أحد.

شعرتُ بالرعب، والتفتُّ لأجدها في منتصف القاعة مجددًا، تحدق بي بابتسامة غريبة. وعندما نظرتُ إلى الأسفل، أدركتُ أن قدميها غير موجودتين!

كاد قلبي أن يتوقف من الرعب، وفجأة تذكرتُ أن القاعة لا تُفتح إلا بالضغط على زر معين بالقرب من الباب. في خضم خوفي، لم أكن قد فكرتُ في ذلك من قبل. ضغطتُ الزر بسرعة، فانفتح الباب على الفور، فخرجتُ منه مسرعة، متجهة نحو الطالبات في الخارج. وعندما سألتُهنّ لماذا لم يأتِ أحد لإنقاذي رغم أنني كنتُ أطرق الباب، أخبرنني بأنهن لم يسمعن أي صوت ولم يرينَ أي شيء!

هربتُ من المبنى بسرعة، دون حتى حضور المحاضرة التالية، ولم أستطع التفكير إلا في شيء واحد: كيف كانت الفتاة تنتقل من مكان إلى آخر دون أن تصدر أي صوت؟ وكيف لم تكن لديها أقدام؟

الموقف الثاني

في يوم آخر، وبعد انتهاء المحاضرات، كنتُ مع ثلاث من صديقاتي، وشعرتُ بالجوع، فقررتُ تناول الطعام من أحد المطاعم داخل الجامعة، رغم أن المكان كان بعيدًا قليلًا. أقنعتُ صديقاتي بالذهاب معي، وبالفعل، جلسنا أمام المطعم الذي يقع بالقرب من مبنى قديم ومهجور منذ سنوات.

وأثناء تناولنا الطعام، سمعنا فجأة صراخًا حادًا يأتي من داخل المبنى! التفتنا بسرعة، متفاجئين، وقالت إحدى صديقاتي: "الصوت يأتي من داخل المبنى!"

لكننا لم نصدقها في البداية، فالمبنى كان مهجورًا تمامًا، ولا أحد يدخل إليه. ولكن، وبعد لحظات، رأينا فتاتين تخرجان منه مسرعتين، وهما تبكيان بشدة! ركضنا نحوهما وسألناهما عما حدث، لكن إحداهما كانت مرتبكة للغاية، ولم تستطع الكلام.

بعد قليل، قالت إحداهن بصوت متقطع: "دخلنا المبنى… ورأينا شيئًا… وخفنا… وصديقتنا لا تزال في الداخل!"

ارتعبتُ عندما علمتُ أن هناك فتاة لا تزال داخل المبنى، لكن صديقاتي رفضن الدخول للبحث عنها، خوفًا من أن يكون هناك خطر. ولكنني لم أستطع تجاهل الأمر، فقررتُ الدخول وحدي، رغم أنني كنتُ مرعوبة. لحقت بي اثنتان من صديقاتي، لكنهما كانتا خائفتين جدًا، وتعتمداني عليّ بالكامل.

دخلنا المبنى، وكان الظلام يحيط بالمكان، والغبار يغطي الأرض، ولم يكن هناك أثر لأحد. لكن على الدرج، لاحظتُ آثار أقدام جديدة، مما يعني أن الفتيات كُنَّ هنا! قررتُ تتبع الآثار، وصعدتُ إلى الطابق الأول، أنادي بصوت عالٍ: "هل هناك أحد هنا؟"

استمررنا في البحث، حتى سمعنا صوت أنين ضعيف قادم من الطابق الثاني. صعدتُ بخطوات مترددة، لأجد فتاة ملقاة على الأرض، في وضعية السجود، وترتجف بشدة. اقتربتُ منها وحاولتُ تهدئتها، لكنها كانت مذعورة، وتردد بصوت مرتجف: "لا… لا… لا!"

أمسكتُ يدها وربّتُ على كتفها محاوِلةً تهدئتها، لكنها لم تكن قادرة على الوقوف، حيث قالت لي: "رجلاي… لا أشعر بهما!"

حاولتُ إقناعها بأن الخوف هو السبب، وطلبتُ منها أن تحاول النهوض. ولكن قبل أن نتحرك، سمعنا صوت باب يُفتح ويُغلق بعنف في القاعة المجاورة! نظرتُ نحو القاعة، وعندما حاولتُ دفع الباب، انغلق فجأة بقوة أمام وجهي، وكأن أحدًا ما كان يدفعه من الداخل!

ثم سمعتُ صوتًا خشنًا وغريبًا، يقول ببطء: "لَااااااا…"

لم أستطع التحمل أكثر! أمسكتُ الفتاة وسحبتُها بقوة، وطلبتُ منها أن تجمع كل قواها لنخرج من هنا بأسرع وقت ممكن. كانت ضعيفة جدًا، لكنها تمكنت من المشي بمساعدتي، حتى وصلنا إلى الدرج، وهناك فقدتُ صبري، فحملتها على كتفي وركضتُ بها إلى الخارج.

بمجرد أن خرجنا من المبنى، سقطتُ على الأرض من شدة التعب والصدمة، بينما كانت صديقاتي ينتظرننا في الخارج. أسرعنا بالاتصال بأخت الفتاة، التي جاءت مسرعة وأخذتها معها، بينما كنتُ أنا لا أزال غير مصدقة لما مررتُ به.

بعد ذلك اليوم، لم أسمع شيئًا من الفتاة أو أختها، ولا أعلم إن كانت قد تعافت تمامًا مما حدث لها. لكنني أتمنى أن تكون بخير، وأن تكون قد تجاوزت هذا الكابوس الذي عاشته.
النهاية

تعليقات