قصة حياة معقدة وصعوبات كبيرة
حياة معقدة وصعوبات كبيرة
أبويا رجل متدين جدًا وكان مقتدر ماديًا (الله يحفظه). من لما كان عمره 16 سنة، كل الحريم كانوا يتمنونه. كان عنده خير بديرته: أراضي ومزارع وآبار. له أخوه (عمي). لما تزوج أمي، كانت صغيرة مرّة (طبعًا أيام زمان كانوا أجدادنا يتزوجون وهم صغار عادي).
المهم، أمي لما كان عمرها سنتين، توفت أمها (الله يرحمها)، وأخذتها جدتها وربتها. وأبويا تقدم لها ووافقوا، والحمد لله تم كل شيء على خير. لما تزوجوا، كان شرط أبويا إنه ننقل لمدينة ثانية وترك كل أملاكه مع أخوه (عمي)، والحمد لله نقلوا وعاشوا بالغربة.
طبعًا أبويا كان يغار جدًا على أمي، كان يقفل الباب باقفال (تلك اللي تتقفل ومفتاح). عرفتوها؟ أمي حملت وجابت أخوي الكبير، وبعدها حملت فيني، وبعد سنة جابت أخوي، وبعدها أختي. صرنا أربعة. أنا كنت حبيبة أبويا مرّة، يوديني معه للشغل، للمسجد، للبقالة، الدوامة، كل مكان. كل أسبوع كان يلبسني ذهب (سلاسل، خواتم، حلق). لدرجة إنه الناس كانوا يتعرفون علينا طمعًا! والله العظيم إنه حتى الجيران كانوا يجون عند أمي عشان بس أمي وأبويا يحنون عليهم ويعطونهم من ملابسي وذهبي!
كان عندنا تلفون أرضي (طبعًا من التلفون الأرضي تعرفون إنه الأحداث هذه قديمة). والجيران رايحين جايين علينا عشان التلفون. وأمي كانت ليل نهار تخيط لي ملابس أشكال وألوان. كنت دلوعة باختصار في البيت، لكني كنت أساعد أمي بشغل البيت: أكنس، أرتب.
بعد ما كبرنا شوية، بدأت الغيرة. أختي صارت تغار مني بسبب حب أبويا لي، وصارت تسبب لي مشاكل من أدنى شيء. مثلاً: أحد ضربها تقول إنه أنا اللي ضربتها! مشاكل لليل! لين ما أمي تغيرت عليّ، تحسب إني أنا أغار من أختي! فصارت أمي تقول لأبويا: "لا تاخذ بنتك معك، خذ عيالك الأولاد، خلي هي تجلس تساعدني في البيت". وجلسوا يتخاصمون، والسبب أختي كانت تغار من طلعتي مع أبويا.
طبعًا أبويا كان شخص اجتماعي جدًا. مرت السنين، صرت في المتوسط، وجا ولد عمي من ديرتنا (طبعًا ولد عمي كان عمره 22 سنة). وإكرامًا من أبويا، زوجني لولد عمي وسكنا في بيتنا (اللي هو بيت أبويا). وأبويا شغل ولد عمي عنده، يعني ببساطة كل شيء بلاش!
طبعًا لما تزوجت، داومت أسبوعين بس وتركت الدراسة. ليش؟ لأن البنات صاروا يتنمرون علي! أخوي الكبير سافر لديرتنا وتزوج بنت عمي (اللي هي أخت زوجي) وجابها برضه معاه، وسكنا كلنا في بيت أبوي. كانت بنت عمي طيبة معانا مرّة. بعد فترة، أخوي ربي رزقه ببنت. بعدها أنا حملت، وأمي حملت بنفس الوقت! لكني أنا كملت التسع شهور بالحمل، لدرجة إنه قالوا: "بنتك ماتت في بطنك!" بسبب إني كنت أشتغل في البيت (أشتغل شغل مو بصاحي). أو بالأصح، كانت مسؤولية البيت كلها علي!
أمي ولدت أخوي، وأنا لسى ما ولدت، وكملت شهري العاشر! بعدها بفترة ولدت بنتي، والحمد لله كانت بكامل صحتها. أخذت بنتي وأخوي اللي أكبر من بنتي بشوية (اللي أمي دوبها ولدته) وربيتهم سوا، ما فرقت بينهم.
وزي ما قلت في بداية القصة: جيراننا كانوا يطبون كذا فجأة! وبيوتنا زمان كانت مفتوحة للكل. في مرة من المرات، زوجة أخوي وبنتها كانوا جالسين مع أمي، وجت واحدة من الجيران (معروف إنه عينها حارة). أمي أول ما سمعت صوت جارتنا هذه، قالت لزوجة أخوي: "خذي بنتك وادخلي بسرعة!" لكن زوجة أخوي طنشت وما قامت!
جت الحرمة هذه وشالت بنت أخوي ومدحت فيها وفي أمها: "وهذه حلوة، وهذه جميلة، ولو كبرت بتطلع حلوة مرّة، ويا حظكم ومحظوظين!" ومن هذا الكلام... بعد ساعتين بس! بعد ما راحت الحرمة هذه، بنت أخوي كانت نايمة، بيبي لونها قلب أزرق! أمي قالت: "بس! البنت انصابت!"
قمت أنا وأبويا وأخذناها وجرينا على المستشفى. وقتها دوبها تبدأ المستشفيات، بس للأسف ماتت بنت أخوي! ماتت بضيق تنفس، مع إنه ما كان فيها شيء. الله يرحمها.
وماتت زوجة أخوي بفشل كلوي.
مرت فترة طويلة، أنا وقتها صار عندي ولدين وبنتين. وما ننسى طبعًا تعامل أبوهم (زوجي): كان يخون ويضربني، ما كان يصرف لا علي ولا على أولاده. أبويا اللي كان يصرف علي! أما زوجي، ما أدري فين كان يودي فلوسه! أتوقع إنه كان متزوج (يمكن، ما أدري). المهم، الله يسامحه.
بهذه الفترة، أخوي الكبير (اللي زوجته توفت بفشل كلوي) رجع سافر للديرة على أساس يشوف أملاك أبويا، وشاف واحدة (ما هي من قبيلتنا ولا تقرب لنا) وانعجب فيها، وبدت قصة حب وغرام بينه وبين هذه البنت، وتزوجها وجابها عندنا. وللأسف، البنت هذه غيرت أخوي 180 درجة!
أبويا وقتها كل أسبوع كان يجيب لي ولأختي ولأمي وزوجة أخوي هذه الجديدة ذهب (خواتم، سلاسل). اللي فيه نصيب! لكن زوجة أخوي هذه ما تملى عينها شيء! كانت تتمشكل مع أخوي: "ليه أختك عندها؟ ليه هي عندها وأنا لا؟" مع إنه أنا أصرف من حلال أبويا كيفي!
وأخوي يجي ويسوي مشاكل معاي ويقول لأبويا: "لا تعطيهم!" شوفوا الوقاحة! كان يقول: "لا تعطي أختي، هي متزوجة عند زوجها يصرف عليها! لا تعطيها، ما تستاهل!" كان باختصار يحرض أبويا عليّ، لكن أبويا ما كان يهتم له.
مرت فترة، وحملت زوجة أخوي، وبعدها بشهر أنا حملت. هي جابت بنت، وأنا كمان جبت بنت. طبعًا أنا أعرف أخيط (ورثت هذه الموهبة من أمي، الله يحفظها). خياطتي ما شاء الله تبارك الله، ما عليها كلام! كنت أخيط وأطرز يدوي، وعندي ماكينة خياطة.
زوجة أخوي قامت على أخوي: "أبغى ماكينة خياطة، جيب لي زيها!" الآن تجيب لي زيها! جاب لها، وصارت تخيط لبنتها. لكن أي كلام! يعني لين صار في حرب فجأة كذا! صارت مين يخيط أحلى؟! هي كانت يعني مبتدئة (دوبها تتعلم)، وأنا خلاص الشغلة بيدي فنّانة فيها! كل ما أخيط، البنات تزعل! ما أدري ايش هذه المخلوقة اللي ربي سلطها علي! هذه المخلوقة صكّيها كف!
المهم، تمر الأيام وتتمشكل معاي من أدنى شيء. صارت هي وأختي ضدي! مرات مع بعض يجتمعون ضدي، مرات كل وحدة لحالها، بس كلهم ضدي!
في النهاية، أتذكر مرة زوجي... تخيلوا يا جماعة! رجع من الدوام جايب برتقال (برتقال لعياله)! وولعت زوجة أخوي تقول لأخوي: "شوف زوجها رجال يدلعها! يجيب لها برتقال! استغفر الله! وانت بس طايح بهذا البيت، ما فيك خير! تجيب لي شيء؟ عمرك ما سويت لي شيء! يا ريتك مرة تصير زيه!"
صح إنه زوجي كان مقصر بحقي، لكن مع عياله، أو كل فترة يجيب لعياله شيء (خصوصًا بنته الثانية، كان يدلعها ويحبها مرّة). زوجة أخوي كانت تنغّبم من كل شيء!
قامت وتهجمت علي! تماسكنا بالشعور، ضرب وشد وعض! استغفر الله! بزورة ماح! مو أم عيال!
تمر الأيام، وشاء ربي نزّ زوجي يمرض. وقتها أنا كنت حامل بولدي. والله العظيم، زوجي لما شفته مرض، شفته تعبان طايح بالسرير (كان آخر الليل). زوجي كان مسخن وطايح يصرخ من الألم. قلت لأمي: "صحي أبويا، خليني أودي زوجي المستشفى!" قالت أمي: "لا، خلي أبوك تعبان، دوب راجع من الدوام!"
قلت لأخوي: "تكفى تكفى يا أخوي، قوم خليني أودي زوجي! مرة تعبان طايح! تكفى، خليني بس وديناه وأرجع!" بس نزلنا المستشفى، قالوا: "لا، مجرد سخونة، سخونة وبتروح! لا تزعجيني!"
لكم أن تتخيلوا! حرمة آخر الليل، الساعة 3 الفجر، لبست عبايتي وأخذت زوجي مشي للمستشفى! طول الوقت ساندتها على كتفي. لما وصلنا، وبدوا فحوصات وكشوفات، تنوم زوجي عندهم ثلاثة أيام. طلعت النتيجة إنه عنده ورم! أيوه، زوجي عنده ورم خبيث!
طلعوه من المستشفى فترة، وكل وقته طريح الفراش، وأنا أنتبه له ولعياله، وفوقها حامل، وفوقها شايلة مسؤولية البيت: أغسل، أطبخ لهم، أكنس، أرتب، أمسح، أكوي ثياب عيالي، إخواني، وزوجي، وأبويا كلهم سوا!
اسمعوا الروتين:
- أصحى الفجر، أخلص من زوجي، أنظف البيت كله.
- لين الصباح يرجع أبويا من المسجد، أسوي الفطور لاهلي يتجمعون يفطرون.
- بعدين أبدأ بعيالي: أجهزهم للمدرسة، أكلهم، أروشهم، أرتب غرفتنا.
- أرجع لزوجي أخلص، أروح أسوي الغداء، أحط، أشيل، أنظف لين العشاء.
وعلى هذا الروتين يوميًا! غير يوم الجمعة، يوم الجمعة نفس الروتين، لكن زيادة عليه إني أغسل كل الفرش الموجودة في البيت والملابس والدنيا! اليوم الثاني حفلة كوي: أكوي كل الملابس! ما كنا نطبق!
تمرالأيام، وأولد وأجيب ولد، وزوجي هنا تعب مرّة ودخل المستشفى. زوجي كان مرّة متعلق بولدي، كل ما أروح المستشفى كان يطالع بولدي وهو ساكت وعيونه دموع! كان يطالع بعياله وهو مدمع بس ما كان يتكلم، كانه يعتذر لهم على قلة أيامه معاهم!
كنت أخلي عيالي مع أمي وأجلس مع زوجي. وتمر الأيام، ويصير ولدي الرضيع عمره سبع شهور ويتوفى أبوه.
قبل ما يتوفى، لما كانوا يجون عيالي يزورون أبوه، كنت ألاحظ بعيونه إنه يودعهم! لكني أنا ما كنت أتحمل المنظر، ما كنت أحسس عيالي بشيء.
في وقت العزاء، كانوا الناس يطالعون في عيالي شفقة! عيالي ما كانوا يدرون بموت أبوهم.
تخلص الأيام، وتجي العدة، وأنا جالسة بغرفتي أقرا قرآن وأصلي، وعيالي كانوا نايمين. أتذكر وقتها أخوي جاء كسر الباب: "يلا! اسمعوا الكلام! يلا ادفعي إيجار البيت! المصاريف زادت!"
مع إنه أخوي هذا ما كان يدفع فلس واحد! أمم! كل المصاريف على أبويا! حتى زوجي ما كان يدفع! ويجي أنا يضايقني يقول لي: "ادفعي! يلا ادفعي مصاريف كهرباء، إيجار!" من هذا الكلام!
البيت ملك لأبويا، لكن أخوي كان مرّة يضايقني! طبعًا أنا ما كنت مقصرة على عيالي أبدًا! لدرجة زوجة أخوي ايش تقول؟ تقول لي: "شوف عيالك!" ما يقول عنهم أيتام! تقول لأخوي: "شوف عيال الأيتام! عيال الأرملة كيف عايشين! انت حتى ما تقدر تسوي زيها!"
أخوي كان عنده ولد قد ولدي، لكنه كان نحيف (عادي طفل نحيف)، عكس ولدي اللي كان شوية دبدوب! ما سلمت من لسان زوجة أخوي! تقول لزوجها: "شوف ولدها من حلالك صار دب! ولدي أنا المسكين كيف ضعيف!"
ف انهيار! طبعًا أنا تعبت وجاني ربو وحادّة وكتمة بصدري! كان لا ليل ليل ولا نهار نهار! والله يا إني أسمع صوت صدري من قوة الربو!
ولدي صار عمره تسع شهور، كنت معطيته لأمي (أنا كنت تعبانة). كان ولدي وولد أخوي شالسين مع بعض وأمي معاهم. ولد أخوي كان معاه حلاوة دائرية، كان يلعب مع ولدي وأعطى ولدي حلاوة! ولدي غص بالحلاوة هذه!
تعب هو كمان، ووديته المستشفى. ووقتها والله العظيم ما أدري ايش صار في ولدي! كان متعافي، ما في ولا شيء! الحلاوة هذه ظاهر إنها قفلت عليه صدره، قفلت مجرى التنفس! ما أدري! ما حد قدر يتنفس! الولد أسبوع جلس في المستشفى، وبعدها ولدي توفى. الله يرحمه. وحسبي الله ونعم الوكيل في زوجة أخوي!
بعد شهور، الحمد لله أنا تحسنت. طبعًا أنا كان عندي ولدين وثلاث بنات. أكبر بناتي صار عمرها 11 سنة (فاتتها الدراسة)، وولد الكبير صار عمره تسع سنوات (سجلناه بمدرسة خاصة)، والثاني عمره ثمانية، وبنتي عمرها ستة.
المهم إن أخوي سجلهم بمدارس حكومية (طبعًا مو أخوي هذا، أخوي الثاني الطيب). درسوا عيالي، وصلوا صف ثاني ابتدائي. وأنا صار عمري 29 أو 30 سنة.
تقدم لي شخص وضعه على قد حاله، وساكن مع أمه. وافقت بسبب أخوي وزوجته! وافتك منهم! رغم رفض أخوي الكبير هذا وأهلي، بعد ما تزوجت، خليت عيالي عند أمي لأنهم كانوا صغار، لكن والله العظيم كانوا عاقلين وأمي تقبلتهم عادي. لكن مع الوقت، زوجة أخوي صارت تمد إيدها على عيالي! لما أقول عيالي، أقصد بناتي وعيالي كلهم.
أخوي هذا كان عنده خمسة أو ستة أولاد وبنت، وأنا عندي خمسة (ثلاث بنات وولدين). دايماً في مشاكل مع عيالي! حتى لو عيالهم يغلطون، تقوم أمهم وتضرب عيالي! أنا لما صرت أجي لهم زيارة، عيالي يشتكون لي. وأمي طفشت مرة من مشاكل الصغار!
وأختي إذا بناتي ما نظفوا، تدعي عليهم وتسبهم وتضربهم! ولا أحد يكلمهم ولا أحد يقول لهم شيء! بنتي الثانية (اللي دخلت المدرسة) كانت ماخدة دوري: تنظف بيت أمي، وتغسل، وتكوي، وتفعل وتحط، رغم إنها صغيرة. أما بنتي الكبيرة ما كانت تسوي شيء، تشوف خالتها ما تسوي شيء فتقعد تقلدها. وبنتي الثالثة كانت صغيرة (عمرها أربع سنين).
ومرت الأيام، وأخوي الكبير يضرب عيالي كل يوم! وكان يتهم أولادي إنهم يدخنون ويقول: "انتم تروحون لأصحابكم تعاشرونهم، قليلين أدب!" ويضرب فيهم ضرب! والله العظيم كان يظلمهم!
زوجي الثاني كان على قد حاله، وكنا ساكنين عند أهله في غرفة صغيرة لي أنا وهو. وجبت بنت، والله العظيم كل يوم كنت أبكي وأدعي! بالدعاء! عيالي كانوا يجوني والدموع بعيونهم، ملابسهم مقطوعة، فيهم جروح ودم! كله بسبب ضرب أخوي لهم! ظلم عيالي ظلم مرة!
مرة ولد أخوي كان صغير وطلع من باب البيت، بنتي الكبيرة شافته خافت عليه يضيع، فرجعته خوفًا عليه. زوجة أخوي شافتهم وكذبت على زوجها، قالت: "بعيوني شفت اليتيمة تضرب ولدي! ليه؟ عشان ولدي صغير ما يقدر يدافع عن نفسه!"
جت بنتي تدافع عن نفسها، بس تقول: "أنا دخلت البيت ما سويت فيه شيء!" قاطعتها زوجة أخوي، قالت: "شفتي؟ كمان قليلة أدب! ترا ددك!" أخوي عصب وضرب بنتي ورمى عليها المفاتيح! ظلم بنتي!
جلست بنتي تتحاسب عليه، والله العظيم بعد ساعتين بس! أخوي صار طريح الفراش! السبب؟ كان في خاتم بإصبعه، ويده كلها انتفخت وصارت زرقاء! ما قدر يقوم من الألم ولا يتحرك!
أمي وزوجة أخوي وأختي يدعون على بنتي، يقولون: "بسببك صار كل هذا! انتِ دعيتي عليه! يلا استغفري! استغفري عن دعواتك!" أمي مسكت بنتي غصب وخلتها تسامحه غصب!
وشالوا أخوي ودوه الدفاع المدني، وقصوا الخاتم. وأمي صارت كل يوم تتصل علي: "عيالك أزعجونا! عيالك وعيالك!" وتشتكي منهم! والله العظيم كنت كل يوم أبكي! مقهورة مقهورة على عيالي! كيف كانوا؟ شلون صاروا؟ كنت أبكي: "ليه تزوجت وخليتهم؟!"
كان زوجي يطبطب علي ويدعي لعيالي معاي، وقال لي: "خلاص، جيبي عيالك عندنا! بيت أمي في غرفة زايدة!" كان يبغى يجيب عيالي ويسكنهم معانا، بس أنا رفضت! ليش؟ لأن أمه ما كانت راضية!
مرت أربع سنين، وتخرجوا عيالي من المدرسة، وبفضل الله زوجي جت له دعوة من شركة وأعطوه مبلغ ضخم! أخذنا فيلا وسيارة، وأثثنا البيت بسرعة! حلفت ما أسكن في البيت إلا وعيالي معاي! والحمد لله أخذت عيالي الخمسة من بيت أمي، وكبروا وأعرف إنهم عاقلين!
أنا ما أعرف أمي ليش كانت تشتكي منهم! المهم بعد ما جبت عيالي، أمي صارت تتصل علي: "أنا لي حق عليك! أنا ربيت عيالك! انتِ رميتيهم وتزوجتي! رجعيهم! أو على الأقل على الأقل أعطيني فلانة (بنتي الوسطى)!"
ليش؟ لأن بنتي هذه زي ما قلت لكم، هي اللي كانت تشتغل لهم! سألت بنتي، قلت: "جدتك تبغاك تروحين عندها؟" في البداية بنتي ما كانت تبغى تزعل جدتها (اللي هي أمي)، راحت شهرين ورجعت! قالت: "أمي ما أقدر! أخوالي يضربوني! خالاتي يخلوني أشتغل لهم غصب! وإذا ما سويت شيء يضربوني ويسبوني!"
أخذت بنتي عندي، وصرنا إذا بنروح نروح زيارة ونرجع، ما أخلي أحد عندهم!
أمي حسبت إني أنا ما أخلي بنتي تروح عندها، ومن تحريض أخوي وأختي، شالت أمي بقلبها علي! كل أسبوع كنا نروح، ما كانوا يستقبلونا كويس! يعني إذا جلسنا ساعتين يعطونا: "يلا على بيتكم! ولا عيالكم مزعجين! ولا إحنا مصدعين!"
ومرت الأيام، وزوجت بنتي الكبيرة، وبعدها زوجت ولدي الكبير. وأنا من زوجي الثاني عندي ست بنات صغار! وفي البيت عندي بناتي الاثنتين وولدي (يعني بناتي ما شاء الله ثمانية، وولدي غير بنتي الكبيرة اللي تزوجت وولدي اللي تزوج).
بنتي اللي تشتغل تعتبر خلاص الكبيرة في البيت، شايلة مسؤولية البيت من عمرها 14 سنة! لما كنت أحمل وأولد، كانت تساعدني وأربّي أخواتها! بنتي (الأم الثانية في البيت)، والله العظيم من كثر ما إنها شايلة مسؤولية البيت، ما أتذكر آخر مرة غسلت فيها مواعين! كل شيء عليها! الله يسعدها ويوفقها!
تدرس أخواتها، تنومهم، تاكلهم، تشربهم، تنظف، تمسح، تشيل، تحط! كل ذا وقتها عمرها 18 سنة!
تمر الأيام وتنخطب أختي! ما عرفنا إلا قبل الزواج بيومين! ما قلنا شيء، عادي! ربي يوفقها! فصارت تصير مواقف وأشياء ومناسبات كبيرة في العائلة ما نعرف عنها إلا قبل الحدث بيوم أو يومين!
أهلي على بالهم إني أنا أحسدهم! لكن أحسدهم على إيش؟! ورب الكعبة إني أتمنى لهم الخير! زي مرة كنت عندهم وأبويا قال لي يبشرني: "حرمة أخوك حامل!" يا إنه أمي فضحت! قالت لأبويا: "اسكت! ما تعرف تسكت! فضحتنا! انت بس تنشر أخبارنا!"
استغربت من حركة أمي! وأبويا (حبيبي) انحرج وسكت! تقولون: "إيه! مستحيل أبوك سكت!" أبويا كبير في السن، وإذا رد عليها ممكن تزعل وتسحب عليه! يعني ما تهتم لأكله، ما تهتم! وأمي لو ما طبخت له، ما حد انتبه له! أبويا مريض سكر وضغط! وللعلم بعد ما أمي وأبويا كبروا، الكل شال نفسه! طلعوا من عندهم وراحوا سكنوا بعيد!
تمر فترة وخطبت لولدي الصغير! قلت لأهلي إني خطبت والخطوبة بعد أسبوعين إن شاء الله! ما أحد أعطاني أي ردة فعل! قبل خطوبة ولدي بيومين، أمي أرسلت رسالة لولدي (اللي خطوبته بعد يومين) وتقول له: "أمك كذا وكذا وكذا!" وأمي طلعت كلام علي أنا ما أدري عنه!
قالت أمي: "بتدمركم! ترى هذا الشيء اللي تسويه لمصلحتها هي! انتبهوا منها! ارفض! ارفض الخطوبة! المفروض تاخذ من أقاربك، أولى من الغرباء! من وأنتم صغار إحنا حاجزين لك بنت خالك!"
تذكرون أخوي اللي كان يذلني؟ أيوه، قصده على بنته! إن ولدي يتزوج بنته! "المفروض تاخذها! لا ياخذها غريب!" كلام سلبي كثير! ولدي انصدم وجاب الإغنية!
المشكلة إنه قبل خطوبته بشهور، بنت أخوي هذه راحت تتكلم عندهم في الحارة: "عيال عمتي يخطبوني، لكن أنا أرفضهم! عيال عمتي دايماً يجوني في برامج التواصل، لكن أنا ما أعطيهم وجه! أنا ما أبغاهم! أنا معلقتهم!"
عمتي (اللي قصدها علي أنا) تترجى أمي إني أوافق! يعني بالعربي قاعدين يشوهون سمعة عيالي! وإحنا قسم بالله ما قد طيبنا بيتهم! وعيالي ما يبغونها أساساً! طنشناهم، وتمت خطوبة ولدي على خير!
أهلي كلهم قاطعوني! قسمًا بالله إنهم تكلموا علي وشوهوا سمعتي عند عيالي وبناتي! لكن عيالي وبناتي قالوا باختصار: "أمي، إحنا نعرفهم! نعرفهم زين! مستحيل نصدقهم!"
صح إنهم قاطعوني وتكلموا فيني، لكن أقسم بآيات الله إني أحبهم! مرات لما أزورهم يتكلمون قدامي كلام يجيب المرض، ويدقوني بالكلام قدام عيالي! لدرجة عيالي كرهوهم! لما أروح ما يجون معاي! يقولون: "أمي، إحنا طابت نفسنا منهم!"
أحاول مع عيالي، رافضين! يقولون: "اللي يكره أمنا، إحنا نكرهه!"
ومرت الأيام ويقرب زواج ولدي ويتزوج، والحمد لله! وباقي حقد أهلي يزيد! والكل مقاطعني، ما يتواصلون معاي ولا شيء! حتى الحين لو بغيت أروح لهم، أروح لهم نص ساعة وأمشي!
بعد فترة انخطبوا بناتي الاثنتين، وسويت خطوبة بيننا! ما علمت أحد من أهلي! سويت زيهم!
شافوا طبعًا الخطوبة والتبريكات والتهاني بالجوال! يعني لما رحت بيتهم سألوني، قلت: "أيوة، الحمد لله بناتي انخطبوا! ربي يتمم بخير!" زعلوا! ليه؟! "إحنا أهلك! المفروض العرسان يشوفون خواليهم! البنات بعدين يطقطقون عليهم! يقولون ما عندهم سند!"
قلت لهم: "لا لا، شكرًا! ما تقصرون! أنا أختكم ما سندتوني دحين تسندون بناتي؟! أنا ما أبغى منكم شيء! اكفوني خيركم وشركم!" والله العظيم ودي بدي أروح لهم وتصفى القلوب! أخاف بكره أحد فيهم يموت وأندم! لكن هم ما يبغوني! ايش تنصحوني فيه؟! الله يسعدكم! وأخيرًا، الحمد لله أنا مرتاحة مع زوجي وعيالي، وصار عندي أحفاد كتاكيت، وصار بيتي هو بيت الجدة! الحمد لله!
المصدر الكامل للقصة
القصة منقوله من قناة ( قصص رون ) على اليوتيوب ، يمكن مشاهدة وسماع القصة كاملة من القناة الرسمية اضغط هنا
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )