قصة غزالتان وبطتان مستوحاة من رسم الأستاذ بان جواد كاظم تأليف سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة غزالتان وبطتان مستوحاة من رسم الأستاذ بان جواد كاظم تأليف سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
غزالتان وبطتان/كان ياماكان كان هناك بحر عميق يسمى بحر (الاحلام) وكان الجميع يتمنى ان يصل اليه لصعوبة الحياة وعجز الكل في الوصول الى احلامهم .وظلت الامآل للوصول اليه غاية الكل وكان هناك غزالتان تعيشان في أطراف الغابة وكانتا تعملان بجد ونشاط حيث يستيقظان منذ الصباح الباكر للحصول على طعامهن من عملهن .ومرة وهن يسرن في طريق الغابة سمعن صوت بطتان تتحدثان عن قدرة بحر الاحلام في تحقيق اماني الجميع .نظرت الغزالة الكبيرة الى اختها وقالت لها:هل سمعتي ماسمعت .هل هناك احلام وأماني تتحقق بمجرد شرب الماء من بحر عجيب ؟؟ أيعقل هذا ؟!!؟ قالت الاخت الصغرى :لقد كانت وصية والدينا لنا أن نعمل بجد ونشاط كي لانحتاج لأحد ما وإن الخير يأتي من الاجتهاد والتعب لا الاتكال على الامآني والخيال الزائف .الغزالة الكبيرة هذا صحيح يااختي .لكنني ارغب ان أثبت لجميع الحيوانات بخطأ مايظنونه عن هذا البئر .فهلا ساعدتني في تحقيق أمنيتي واثبات وصية أبي وامي .الصغرى :بكل تأكيد يااختي .لقد عاهدنا والدينا على التعاون معا لانجاح اي مشروع جديد .الاخت الكبرى :حسنا جهزي نفسك ليوم أتمنى ان يكون جميلاً ،ونامت الغزالتان وكل واحدة تفكر بطريقة لاثبات صحة كلام والديها .وأشرقت شمس الصباح على صوت ديك بيتهم واسمه صباح .وهنا ظهرت الاخت الصغرى وهي تسير بخطوات واثقة مؤمنة بأن الله مع الساعين حتى وان كن حيوانات فالله سبحانه وتعالى يمنح الخير لجميع خلقه .وهنا قالت للديك صباح:صباحك جميل كصوتك ياعزيزي صباح. اجابها وصباحك أجمل بأذنه تعالى .ومرت الدقائق وبعد تجهيز مائدة الطعام بدأت ناشا الغزالة الصغيرة بالتوجه نحو أختها الكبيرة نتاليا لايقاظها وفعلا قامت بأيقاظها وتوجها نحو مائدة الافطار لان هناك مسافات سوف يسيرانها فعليهن ان يشبعن جسدهن ويكن ذوات قوة وصلابة لتحمل اعباء السفر التي سمعنها من والدتهما .وهنا بدأت ناشا بالتحدث مع اختها قائلة لها:نتاليا كيف سنعرف طريق (بحر الاحلام) ؟؟ نظرت اليها نتاليا قائلة لها:سوف نسال ديكنا الطيب صباح فهو يستيقظ مبكرا واراه يتحدث مع جميع الطيور عله يعلم مكانه من احد اخبره بمكانه .نتاشا حسنا يااختي لقد أعددت لنا بعض الطعام والماء لنحمي انفسنا من أهوال الجوع والعطش لاسامح الله لانك تعرفين مقدار تحذير والدتنا لنا .اجابت نتاليا :بارك الله بك .وفعلا اغُلقت الباب من قبلهما ثم توجها نحو الديك يسألان عن مكان البحر .فقال الديك لهما :
إحذرا كل الحذر من الطريق الذي تسلكانه فقد تواجهان أشد المصاعب .وهنا طمنا الديك على ماسيعملانه من خير للجميع .وبعد أن علما وجهتهما ودعا الديك طالبتا منه العناية بالبيت بعد غيابهما .وسارا وظنهما بالله احسن الظن .ومرت الساعات وهما يسيران وذكر الله لاينقطع من لسانهما حتى وصلا جسر نصفه مكسور والنصف الاخر سليم .قالت نتاشا :كيف السبيل لعبور هذا الجسر يااختي ؟؟ قالت نتاليا لقد منحنا الله العقل وعلينا التفكير في كيفية استخدامه بحكمة ونظرت الى الجسر بتمعن فرأت هناك خشبتان ملتصقتان مع بعضهما البعض فقالت لاختهانتاشا:انظري يااخيه ان هاتان الخشبتان كأنهما انا وانت اذ تساند بعضهما البعض فكيف الوقوع من هذه الوسيلة اذ كانتا متفقتان على اسناد بعضهما البعض فلن تستطيع أعظم ريح ان تقف بوجهيهما .أجابت نتاشيا والله ان كلامك قد ذكرني بقول الله تعالى:(قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) القصص (35) نظرت اليها أختها وهي فرحة باسنادها لها والتأكيد لكلامها بقول الله تعالى .وهكذا استطاعتا ان يعبرا الجسر المكسور وهما واثقتان بأن الله لايخلف وعده لمن سعى.وما أن عبرا حتى شاهدا غابة جميلة تميزت بجمال أشجارها ولمعان ثمارها وعطر الزهور الفواحة التي تتطاير بنسمات الهواء العذبة التي حملت معها أجمل ماخلق الله وازكاها فقد كانت تحمل فراشات مختلفة الانواع والالوان وهي تتطاير بحركات تعبر عن فرحها وفوزها بأجمل الطعام وازكى العطور من ازهار لوقلت عليها ابلغ العبارات لما وفيتها حقها .وهنا قالت نتاليا :دعيتا نسال هذه الفراشات اين مكان البحر .وفعلا سالت نتاشيا واحدة من الفراشات التي كانت قريبة على انفها فقالت لها:مااجملك من فراشة ومااجمل ماحطيت على زهرة .لقد ابدع الله في خلقكما .قالت الفراشة:شكرا لكي ياعزيزتي :انتما غريبتان عن هذه الغابة (غابة الاحلام) نظرا الاثنتان الى بعضهما وقالتا :(غابة الاحلام) قالت الفراشة:نعم الم تكونا تعلمان بهذا الامر .قالت نتاشا نعم لكننا جئنا لغاية ما وباذن الله اصبحنا قريبتان منها .قالت الفراشة:وهل تسمحان لي بمعرفتها ؟؟ نظرت نتاليا الى اختها وهزت راسها بالموافقة فبدات باخبار الفراشة بالامر .نظرت اليهما قائلة:أنتما قريبتان جدا من غايتكما لكن هناك مشكلة سوف تعيقكما !!؟؟ نتاليا وماهي ؟؟ الفراشة هناك بطتان تحرسان البحر وهما مأمورتان من سيد الغابة ولن يسمحا لكما بالتقدم وأخذ شربة ماء منه الا بموافقة سيدنا .قالت نتاليا: وكيف الوصول اليه ؟قالت الفراشة توجهي الى الامام وسوف اكون عينك التي تعينك للوصول الى الطريق اليه.وفعلا سارتا نتاليا ونتاشا والفراشة تسبقهما وبعد لحظات شعرن بأن هناك نسمات من الهواء تحمل معها قطرات ماء عذبة تختلف عن الرائحة التي شعرن بها بداية طريقهما اذ ان هذه النسمة تشعرهما بالقوة والرغبة بالحياة .نظرت نتاشا الى اختها وقالت لها :يااختي لعل ماقيل لنا صحيح ؟ قالت نتاليا لاتحكمي على غلاف الكتاب وان كان غير مرتب بل تمعني ما بداخله تعرفين قيمته فتعالي نسير بصمت ونكتشف الحقيقة من خلال مانصادفه الان .سكتت نتاشا وهي تحمد الله انها تسير مع اخت واعية واثقة الخطوات ويأتي هذا كله بثقتها بربها الكريم .وهنا قالت الفراشة :انظرا هذا هو قصر سيدنا ملك الغابة وهنا ينتهي مشواري معكما فلكل مقام مقال ولكل منا حدوده .وهنا ودعت الفراشة الغزالتان وبادلت الغزالتان التحية للفراشة وماان وصلا باب القصر حتى راين طيور مختلفة كل واحدة منهما يحملان اجمل السيوف المرصعة بالالماس والذهب والياقوت والمرجان وماان دخلا حتى توجه الجميع نحوهما قائلين لهما :من انتما والسيوف موجها على رقبتيهما ؟ قالت نتاليا نحن من غابة الاطياف جئنا لنتعرف على سيدكم العظيم فقد سمعنا بقوته وقدرته على احياء جميع المخلوقات ؟؟ وهنا ظهر صوت خشن يعبر عن صلابة صاحبه قائلا:اعوذ بالله من يحي غير الله كيف لكما ذكر مالااتصف به ؟؟ لولا انكما ضيفان لغابتنا لقطعت راسيكما .قالت نتاشا نعتذر لك يامولاي ولكننا اخبرنا بذلك والحقيقة التي تغير مفهومنا هو الوصول لبحر الحياة وتجربته واثبات خطأ ماقيل لتغيير افكار غابتنا والغابات القريبة منها .نظر ملك الغابة لها بكل اعجاب لما تحمله من بلاغة وجمال عبارات جعلت من الصعب والمستحيل سهلا .فقال لها :لك هذا ياعزيزتي لكن قبل ان تذهبي يجب ان اقدم لك واجب الضيافة اولا .شكرتا الملك وقالتا له :والله كرم اخلاقك هو الذي جعلنا نتمنى العيش في هذه الغابة لولا رسالتنا التي جئنا من اجلها .فقال لهما الملك .حسنا سيرا على بركة الله وخذا معكما رسالة مني احفظاها جيدا لانها مفتاح النجاة لكما والفوز بماتريدان .قالت ناتاشا وماهي هذه الرسالة ؟؟ قال قولا للبطتان اللتان ستجدانهما على البحر ان ملك غابة الاحلام يقول لكما
هذا الوقت سيمضي والايام ملك لله .نظرت ناتاشا الى اختها وقالت للملك شكرا لك ياسيدي وسارا مودعين الجميع ومرت الساعات وبدأ البحر بالرؤيا من خلال صوت المياه وهي تتلاطم بامواجها الشديدة فقالت نتاليا هل تتذكرين عبارة الملك يااختي فقالت ناتاشا وهي مبتسمة ابتسامة عريضة :نعم يااختي وماان شاهدتهما البطتان حتى بدا بالاستعداد للمواجهة حيث اظهرا سيوف من نار لايستطيع ان يحملها الا هما وهنا قالت نتاشا بعد السلام عليهما .يااختي ان ملك غابة الاحلام يسلم عليكما ويذكركما بعبارته التالية :فذكرتها وهنا انطفئت النيران التي كانت مصاحبة لسيوفهما وبدأت ملامح الراحة تظهر على وجهيهما وهنا قالتا:اهلا وسهلا بكما في غابتنا وعلى بحرنا بحر الاحلام .قالت نتاشا لبطة يااختي نرغب بتوثيق صورة لكذب هذا البحر للناس جميعا وان الخير من الله فكيف لك بمساعدتنا ؟ قالت البطتان :انظرا لاشيء مستحيل عند الله لكن المستحيل يكون من المخلوق وليس الخالق انظرا الى البحر واخبراه بما تريدان من أمنية فان حقق لكما ماترغبان فان الذي قيل عنه صحيح وان لم يحقق فهو الكذب بعينه .قالت نتاشا اذ انتما تؤمنان بأن الخير من الله فلماذا تحرسانه ؟؟ قالت البطتان لان من أمرنا بهذا هو ملك الغابة لكي يحصل على الكثير من الهدايا والارباح من خلال سرد قصص خيالية عن هذا البحر التي ستصبح بعد ذلك حقيقة .وهنا نظرت الغزالتان الي بعضهما ووجدا الحل الا وهو قول الحقيقة للناس من خلال شهود فطلبا من البطتان مناداة الفراشات جميعا ومشاهدة مايحدث .وفعلا تم لهما ذلك وهنا اتفقت الغزالتان على ذكر مايرغبان بهما فقالتا بعد الاتفاق :يابحر الاحلام والامأني ان لنا أماني كثيرة لكن خيرها وأفضلها هو وجود والدينا معنا ومادمت انت صاحب الاحلام فحقق لنا حلمنا هذا .ثم سكتا ومرت اللحظات والجميع ينتظر جواب البحر والبحر هادئ ليس كعهده ابدا واعادت الغزالتان ماقالتا ولم يحصلا على جواب ابدا وهنا نجحت خطتهما في توثيق كلامهما وبدأتا بالعودة لغابتهما بعدما طلبتا من جميع الفراشات ذكر ماحدث وهن يطيران في الجو ويخبران الجميع بصوت عال ان هذا البحر ليس بحر الاحلام بل هو بحر عادي وان الذي خلق منه اعجوبة وأمنية هي اخفاق من لم يستطع تحقيق امانيه واحلامه فتوجه بخياله لتكوين صورة تحقق مايتمناه وهكذا نجحت الغزالتان من اثبات قدرة الله في تحقيق الخير لمخلوقاته فهو اعلم بهم من غيره وهكذا وصل الجميع لهذه الفكرة واصبح البحر مجرد بحر يرتوي منه العطشان .
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )